رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر الفصل العشرون والواحد وعشرون
أكتر
بس هي كانت مهملة حتى في ابنها وقتها كله خروج وتليفونات ورغي بالساعات وسابت الولد تربيه خدامة هي اللي بتراعي كل شئونه كانت حتى مش بترضعه فكان بياخد لبن صناعي!
الولد كبر بقى سنتين حسيت إني خلاص فاض بيا من اهمالها ليا ولابنها
مابقيتش مستني حبها ولا عايزه لكن ابني لازم يحسن بحنان امه وهي اللي تراعيه.. اخدت موقف وطردت الخدامة.. وحكمت عليها هي اللي تهتم بيوسف زي أي أم وإني مش هحقق اي طلب مادي ليها غير بكده..!!
بس أنا حسيت بحاجة مش طبيعيه في يوسف
وديته لدكتور أطفال فضل يفحصه كتير وبعدين قالي إنه شاكك بحاجة ونصحني اروح لدكتور متخصص بمرض التوحد!!
جذبها حديثه عن طفله فالتفتت نحوه بترقب
وعيناها تطالع ملامحه البائسة ورقرقة عيناه وهو يتمتم بنبرة حزينة
_مرض التوحد من الأمراض النفسية اللي لم يكتشف له علاج أكيد أو سريع لحد دلوقت .. هو اضطراب في النمو العصبي للطفل وتظهر اعراضه بعد الثلاث سنوات الأولى من عمره وده بيؤثر على قدرته على التواصل مع الآخرين. وأعراضه بتكون
لا يستجيب عند مناداته باسمه رغم سماعه الجيد لمن حوله.. ينعزل عن الجميع ويهرب من المشاركات الاجتماعية سواء اللعب مع الأطفال أو مع والديه ينفر من القبلات والأحضان ويكره التلامس مع الاشخاص.! .. لديه صعوبة شديد فى نطق الكلمات وترتيب الجمل و...............
ساعتها بس افتكرتك يا سجدة..!
عرفت إنه ذنبك انتي لما ظلمتك وسبتك وقهرتك وإن ربنا بيوصلي رسالة واضحة إن مش كل الذرية خير.. وكنت لازم ارضي بحكمته واصبر عليكي واعالجك واقف جمبك!
مسح وجهه بكفيه.. وجفف دموعه مواصلا
أنا بصرف كل فلوسي على علاجه ..ومش ببخل بوقتي كله وبستغفر ربنا كتير عشان يسامحني ويشفيلي ابني!
حتي مراتي بعد اللي حصل ليوسف أكلها الندم لأنها السبب بإهمالها يمكن لو كانت بتهتم بيه وتكلمه وتلاغيه كان بقى حاله أفضل.. و كانت هتلاحظ من بدري مرضه الغريب..!!
اخرج خالد من جيب بنطاله صورة ابنه يوسف وأعطاها لسجدة قائلا
شوفتي ياسجدة ابني حلو ازاي.. شايفة شكله الجميل.. اخد مني كل ملامحي .. وأخد روحي من يوم ما شيلته بين أيديه .. ياريتني كنت اقدر اعمل عشانه اكتر من اللي بعمله.. قلبي بيتقطع .. عايز اشوف ابني زي أي طفل طبيعي في سنه.. بقيت ادعي ربنا يطول عمري عشان ارعاه واحميه من الدنيا..!
لم تتمالك سجدة نفسها .. أنفجرت باكية ۏجعا على ذاك الصغير المبتلى بهذا المړض الغريب.. تأملت صورته بلوعة ثم نقلت بصرها لخالد متمتمة بنبرة أوهنها التأثر الشديد
_لو كان ده ذنبي وقصاص ربنا فيك وحقي منك..
فأنا متنازلة عن حقي يا خالد وهدعي ربنا يسامحك ويشفيلك ابنك ..يشهد ربي أني سامحتگ من قلبي ومش عايزة حاجة غير ان ربنا يعينگ ويثبتگ وتكون قد اختباره الصعب!
خليك مؤمن .. كل حاجة بتحصلنا