السبت 23 نوفمبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر الفصل السادس

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر 
الفصل السادس
ما أقصى الحقائق حين يتساقط عنها رداء الكذب.. 
فتجد الدمع مجرد لمعة خبيثة في عين أدمنت المراوغة و الخداع..
فين الخاتم بتاعك ياماما
راحت الأم تطالعه والڠضب يلوح بانعقاد حاجبيها ونظرتها القاسېة محاولة إخباره بما لديها.. ولكن كيف والعجز يحجم صوتها الغير مسموع همهمت فقط بحروف مبعثرة على أطراف شفتيها..!

فنظر لشقيقته ينتظر منها توضيحا فهتفت هند 
أنا كمان لاحظت اختفاء الخاتم ودورت عليه في كل مكان ممكن يكون وقع فيه بس مالقيتش حاجة فخمنت أنه يكون اتزحلق من ايدها وأحنا بنحميها مثلا ومحدش شافه! ده تفسيري الوحيد يا أحمد!!
عاد بنظره لوالدته فكذبت عيناها تخمين هند البريئة التي لا تدري ما يحدث ولكن هو يعلم أين خاتمها ومن سارقه!!
اندفع مغادرا وصوت هند خلفه يصدح بفزع 
_ رايح فين يا أحمد فهمني حصل أيه.. أحمد أحمد!!
لم يجيب وقدماه تقوده سريعا إليها... فريال! 
نعم يعلم أنها لم تسرق ولكن هي من أمنت دخول السارقات بكل يسر ليعبثوا بأشياء والدته دون رقيب.. وسيكون العقاپ شديد لجميعهم!
محمد بابا لبس المدرسة بتاعي أنا وحنان كله مش نضيف.. ماما كانت بتغيرلنا اليونيفورم كل 3 أيام..! 
حنان والشرابات كلها بقيت وحشة.. مش هينفع نروح المدرسة كده سوسو بتتريق كل يوم عليا مرة شعري المنكوش ومره هدومي المكسرة
محمد أمتى ماما راجعة من عند تيتة يا بابا.. وحشتنا اوي.. وكمان هي اللي بتعرف تعملنا كل حاجة
نفذت طاقة احتماله.. لم يعد قادرا على تلبية طلباتهما التي لا تنتهي! خارت قواه وأصبح مثلهما تماما مهمل غير مهندم وضاعت اناقته التي كانت تحتل الكثير من اهتماماته.. كما تبخر تركيزه الكامل بعمله وهو الذي كان يتشدق مع اقرانه أن المشاكل الشخصية لا مجال لها بالعمل..! تنهد داخله بنفاذ صبر! فأصبح لا حيلة له..في استخدام تلك الآلة الأوتوماتيكية المعقدة التي يجهلها ولم يجربها يوما..!
أجاب الصغار حاضر.. أنهاردة هرجع من شغلي بدري يا ولاد واغسل الهدوم كلها وبعدين هكويها..! 
انقضى يوم عمله وعاد لمنزله ليقوم بغسل ملابسه هو واطفاله.. فوضع الكثير من الثياب دون مراعاة لفصل ألوانهما فلا يجوز خلط سروال أسود مع قميص شديد البياض!!! لم ينتبه لجهله بتلك النقطة وبدأ تشغيل آلة الغسيل ولم يدرك أنه قام بالضغط على الذر المخصص لتدفق المياة الساخنة والتي لا تصلح سوى لملابسهم البيضاء وتعد چريمة لا تغتفر بحق قطع الملابس الملونة!!!!
وحانت لحظة اكتشاف نتيجة جهله بإدارة آلة غسيل أوتوماتيكية.. فما أن ابصر الملابس حتى ادرك جريمته! فلم يعد الأبيض بلونه الناصع.. ولم تعد الألون بنفس زهوتها.. بل ازدادت بهتان وربما قبحا..!
ما العمل أذا لقد أفسد الملابس بشكل يخجله أنه يريها لصغاره! وربما يحتاج شراء جديدة بدلا منها..!
قڈف القطع أرضا پغضب وقد فاض كيله من ذاك الحمل الذي اعترف أخيرا أنه كبير عليه.. وقرر شيئا ربما هو الحل الأمثل والوحيد الآن!!! 
تصدر الأم فاطمة همهمة وتحاول قول شيء لأبنتها هند ولكن عاجزة عن التفوه بحرف فلم تجد سوى منحها ابتسامة راضية مشجعة وكأنها تواسيها.. هي حقا قعيدة وتعجز عن النطق ولكن قلبها وعقلها مازالو گ ردار يشعر بصغاره..!
أما هند فترجمت جيدا إشارات الأم ولكن راوغتها وهتفت بمرح مصطنع إيه ياطمطم إنتي زهقتي مني عشان قاعدة معاكي كام يوم! أنا مصدقت ارتاح من زن عصام ومسؤلية عياله شوية ويومين وهرجع ماتقلقيش عصام سمحلي بكدة يعني مافيش حاجة تقلق ياجميل.. ويلا بقى ياست الكل عشان اغديكي وتاخدي علاجك!
شق الأجواء رنين الباب المتواصل فهبت تتبين الطارق سريعا وما أن فعلت حتى اندفع صغارها محمد وحنان يعانقانها بلهفة هاتفين 
_وحشتينا يا ماما..كده سبتينا كل ده لوحدنا..! 
فبادلتهم عناق شديد الدفء والفرحة واللهفة فكم اشتاقت وتمنت رؤيتهما.. ولم تنتبه بعد لعصام الواقف يطالعها بشوق رغم أنه أتى من شدة حنقه وغضبه عليها وطوال الطريق يتخيل كيف سيلقي على مسامعها كلامه اللاذع! ولكن ما أن طالعها وابصر هزلان جسدها ونحوله والسواد الذي استدار حول عيناها وشحوب وجهها.. حتى أشفق عليها ونغزه قلبه لأجلها.. هي أيضا تعاني البعد مثله.. هو أكيد مما يحمله قلبها له ولصغارهما بالطبع..!
تنحنح لتلتفت له

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات