رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الأخير
يا حبيبتي
_ أيوة بس اوعي تتضايق مني.
_ متقلقيش اتكلمي.
_أنت عارف إن معايا قرشين حلوين في البنك ايه رأيك تاخد مبلغ يساعدك الفترة دي و....
_ أشرقت.
صوته الحازم أوقفها ليواصل دي فلوسك ونصيبك من ورثك في شقة والدك وما يخصنيش فيها مليم.
_ أنا وأنت ايه يا رضا انت المصاريف عليك زادت الفترة دي ولسه الولادة واللي بعدها وانا اللي بعرض عليك المساعدة.
كل حاجة بتيجي برزقها يا أشرقت لحد ما اموت هفضل مسؤول عن كل حاجة تخصكم رزقكم ربنا بيبعتوا الحمد لله ومستورة.
صمتت تتامله وللحظات خاطفة قارنت رضا بعزت الذي لو كان بموضعه لما تردد باستغلالها وأخذ كل مليم تملكه دائما ما يكبر زوجها بعيناها يوما بعد يوم.
دنت إليه وطوقت خصره ورأسها يتمرغ بصدره هامسة
ابتسم بعاطفة وكاد يقبلها لولا أن تذكر انهما يقفان في المطبخ والصغار ربما يظهران بأي لحظة فربت على شعرها مكتفيا بقوله العابث أبقي عيدي الكلام ده تاني بالليل في أوضتنا عشان ارد عليكي.
قهقهت وهي تبتعد بدلال ملتقطة ورقة خص وحشرتها بفمها لأ مش هقولك حاجة طول ما بتتريق عليا.
بهدوء جلست تراقبه وهو يرتل القرآن بصوت خفيض صوته حزين لكنه خاشع تراه يختم تلاوته بتمتمة خاڤتة تدرك أنها دعاء لطليقته الراحلة لقد مر على مۏت قمر شهر ونصف لم يكف ابنها عن الدعاء لها وقراءة القرآن ابنها البار يفي بوعده لقمر ويدعو لها كل حين يعلم أن لا أحد سيقدم لها ما يعينها بقپرها.
انتبه لوجودها فقال مبتسما أزيك يا امي.
ثم اقتربت لتربت على كتفه تعيش وتفتكر يا ابني وربنا يرحمها ويسامحها.
اومأ بحزن اللهم امين.
ساد صمت قصير بينهما لتبادر هي بما تود قوله منذ أيام وتنتظر اللحظة المناسبةط رفعت كنت عايزاك في موضوع مهم ومش عايزة أأجله أكتر من كده.
ولاها اهتمامه التام اتفضلي يا امي سامعك.
_ أنت لازم تتجوز وإياك ترفض ولا تقول مش وقته.
لم يبد عليه الدهشة بل رآته يبتسم لها بهدوء وكأنه كان يعلم ما ستقوله ليحين دوره قائلا طب وإذا قولتلك إني دلوقت مستعد للخطوة دي يا امي
صاحت وحروفها تقطر فرحا كفاية انك اخيرا وافقت تريح قلبي لتستطرد بعد أن منحته نظرة خبيثة
بس يا ترى مين هتكون العروسة
رفع حاجبيها بمشاكسة تفتكري انتي مين
_ مودة طبعا هو في احسن منها بتحبك وشارياك و..
_ بتحبني!
ابتسمت هاتفة بثقة طبعا بتحبك لو بصيت في عيونها وراقبت تصرفاتها هتتأكد من كلامي أنا ست وابصم بالعشرة أنها رايداك يا بني.
تنهد براحة وعيناه تتوهج ببريق غامض وذكرى اعترافها المكتوب بحروفها المترددة حينها ومض بخياله الصغيرة منحت له قلبها منذ زمن وهو الذي تأخر بقبول هديتها ليته أدركها قبل الأن ليت البداية كانت معها وحدها لكنه قدر الله ومشيئته.
همس كأنه يحدث نفسه انا كمان عايزها يا امي عايز مودة تشاركني ايامي الجاية وتعوضني واعوضها اللي فات.
سقطت دموع فرحتها وهي تعانقه باكية وهو يعدها أن يدير الأمر معها هذه المرة مودة تستحق أن يرد لها هديتها بما يليق بها.
_________________
استدعتها نجوى دون أن تحوطها علما بسبب حضورها فقط أخبرتها أن ترتدي ثوب انيق وتهتم بمظهرها وتقابلها علي الروف عقب صلاة العشاء همهمت بسخط وهي تصعد الدرج والله يا نجوى لو اللي في باللي لتزعلي مني
وصلت للأعلى لتقف تنظر بدهشة أمامها وهي تحدق في تلك البالونات الحمراء التي صنعت بوابة رقيقة عبرتها بتعجب لتجد ما أثار دهشتها أكثر فسياج السطح كان مزين بعدة قلوب لامعة بينهما مسافات موحدة وبالوسط قلب كبير مكتوب عليها كلمة جعلت خافقها يدق بقوة.
تتزوجيني
نظرت حولها بتوتر تبحث عن أحدهم فلم تجد أحد عادت تنظر للكلمة وقلبها لا تزال دقاته عڼيفة بين ضلوعها من هنا
منتظر جوابك يا مودة
التفتت سريعا خلفها لتشهق بشدة من فرط صډمتها صائحة
رفعت!
ابتسم وهو يقترب نحوها وعيناه لأول مرة ترمقها بتلك النظرة التي تسيل منها مشاعر تخاف تصديقها مشاعر كم اشتهتها بين جدران أحلامها تعلقت به كالمسحورة وتملكتها الرجفة مع همسه الغريب
انا آسف إني مفهمتش من زمان أن انتي طريقي الوحيد أسف لاني من غير ما اقصد عذبتك أسف وبوعدك لو كان جوابك هو اللي بتمناه اني هعوضك كل اللي فات يا مودة.
ترقرقت عيناها عاجزة عن قول شئ لا تزال تشك بكل ما تراه وتسمعه تريد دليلا أنها لا تهذي بين نومها