رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الأخير
ونجاة سمعتي أنا واختي من انهاردة هتكوني صاحبة عمري ومفيش حاجة هتفرقني عنك ابدا يا صاحبتي.
بكت الصغيرة لحديثها بس بقا كفاية خلتيني اعيط يا نكدية.
ضحكت ايتن وهي تبتعد عنها مجرفة دموعها حقك عليا مش قصدي بس أنا فرحانة اوي.
ربتت حفصة علي وجنتها بحنان ده درس اتعلمتيه وانا كمان اتعلمته معاكي دلوقت بقا تعالي نصلي سوا العصر جماعة وننزل عشان تعزميني ولا عايزة تهربي من مكافأتي.
جمعتهما الصلاة الخاشعة بدموع شكر تذرف بكل سجدة لتكون خير عنوان لبداية جديد بحياة الصغيرة التي عادت لها روحها الضائعة وتعلمت أن طريق خالقها وثوابت دينها هو أمانها الوحيد.
______________
_ في زيارة عشانك يا قمر.
رفعت عيناها عن مصحفها الذي صار يلازمها طيلة الوقت تنهل آياته المبجلة ليل نهار علها تمحو بعض خطاياها وتنال غفران ربها تبعت السيدة عبر رواق طويل حتى ولجت معها بغرفة ما لتجد رفعت أمامها نظراته ينبثق منها تعابير كثيرة عتاب شفقة اتهام ڠضب تعاطف حزن وأسف كل هذا قرأته بنظراتها الأولى له.
جيت ليه
لا يزال يحتفظ بصمته دون إجابة لتغمغم هي
لو جيت تعاتبني وتلومني مبقاش له لازمة يا رفعت أنا خلاص أخدت جزائي علي كل حاجة عملتها غلط بإرادتي أنا محدش ضحك عليا يا رفعت أنا اللي كان جوايا شړ شربته من أمي وعزت نقطة نقطة هو ده اللي اتعلمته منهم واتربيت عليه ومش غريبة دي تكون نهايتي.
أنا خلاص يا رفعت باقيلي ساعات في الدنيا واسيبها بطلب منك تسامحني علي اللي عملته فيك سامحني لأن واحدة زيي هي ام ابنك بس خلاص قمر هتنتهي وتتنسي وانا عارفة إن ابننا هيطلع صالح وطيب زيك لأنه هيكون تربيتك حاول تحكيله حاجات كويسة عني حاول تخليه مايعرفش حاجة تكرهه فيها أكدب عليه وارسملي صورة حلوة في عيونه وقوله إني كنت بحبه بحبه اوي.
_ هتدعيلي بالرحمة لما أموت
أطرق رأسه يجاهد دموعه الصامتة التي تنهمر من عيناه ليرفع وجهه نحوها هامسا هدعيلك.
ابتسمت وهي تنهل من ملامحه وتشبع برؤيته الأخيرة قبل ان يهمس لها بوصاياه الاخيرة أوعي تيأسي من غفران ربنا ياقمر قضي اللي باقي من عمرك بالاستغفار وانوي توبة صادقة رحمة ربنا مالهاش حدود وبيبانه دائما مفتوحة للتوابين يمكن يتقبل توبتك ويغفرلك.
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
ابتسمت وتمتمت بخشوع صدق الله العظيم.
ثم جففت دموعها وهو تودعه شكرا يا رفعت شكرا علي زيارتك وكلامك اللي كنت محتاجاه يقويني شكرا لأنك رغم اللي عملته بتنصحني شكرا لأنك وعدتني تدعيلي بالرحمة.
وتمضي هي لمصيرها.
________________
ولج البيت يبحث عنها مناديا أشرقت.
لم تجيبه فعرج على المطبخ ليجدها تجلس وأمامها تشكيلة خضراوات تتناولها بنهم ولم تشعر به مظهرها كان مضحكا فمازحها بقوله أزيك يا أرنوبتي.
رفعت وجهها الذي امتلأ قليلا قائلة وخدها منتفخ بأوراق الخص اتريق اتريق الله يسامحك.
ضحك وهو يقترب ولا تزال روحه المرحة متحكمة به أشرقت أنا كل أما ارجع البيت ألاقيكي بتاكلي انتي مبقاش عندك أوبشن تلات وجبات زي الناس الطبيعية انتي بتاكلي بشكل متواصل يا ماما.
توقفت عن قضم قطعة الخيار وعبس وجهها بقلق وهي تغمغم تصدق صح يا رضا أنا باكل كتير اوي الفترة دي نفسي مفتوحة وعلي طول جعانة ومش عارفة اعمل ايه بس خالتي قالتلي ده عادي لأن البيبي بياكل معايا.
_ أيوة أيوة برري طفاستك بابني الغلبان
انزعجت ورفعت حاحبيها محذرة رضا أنا مش طفسة كله عشان صحة ابنك ولا أروح لخالتي تأكلني
_ لا حرام دول مالهمش ذنب في الفقر الغذائي اللي هيحصلهم واستطرد بمشاكسة استأذنك بس تشيلي أكلي انا واخواتي علي جنب لو مش هضايقك يعني.
ضړبت الطاولة بكفها صائحة بغيظ قصدك ايه رضا خاېف أكل أكلكم طب والله منا ..
كمم فمها وهو يقهقه بشدة ليضمها إليه وقد هدأت نوبة ضحكاته هامسا وهو يقبل بين عيناها حبيبتي تاكل عيوني.
ابتعدت عنه بدلال لأ أوعي زعلانة منك بجد لعلمك انت جرحت مشاعري.
_ هي فين دي
لكزت صدره ليقهقه من جديد قبل ان يحدثها ببعض الجدية
هتلبسي ايه في كتب كتاب سارة
_ عندي فساتين كتير مالبستهاش.
_ لأ طبعا أكيد ضاقت عليكي أنتي بقيتي فيل يا روحي.
قذفته بشيء أمامها تلقفه بخفه ومرح ثم قال
تعالي نخرج بالليل نشتري فستان ليكي ولرحمة.
_ ومازن مالوش نفس
ابتسم وربت علي شعرها بحنان لأ ازاي نشتريله طبعا.
صمتت ولاحظ انها تريد قول شيء فحسها علي القول
عايزة تقولي حاجة