رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الأخير
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الفصل الأخير
______
يقولون أن من دنى أجله تطوف روحه تودع أحبتها بشوق وهذا ما تفعله موقنة أنها تودع هذا العالم بإرتدتها تلك المرة مستسلمة لما تقودها إليه روحها بوهن رسم خطواتها راحت تصعد درج البناية في طريقها لشقة رفعت لقد ترجته هاتفيا أن تأتي لترى طفلها راهنت على سماحة قلبه وفازت برهانها عليه رحب بها وشعرت بالشفقة تكسوا نبرته لكن لم تهتم فليشفق عليها كيفما شاء مادامت سترى صغيرها وتودعه.
قالها رفعت بمودة مبددا توترها وهي تقف أمام بابه باستحياء لكن فور أن لمحت صغيرها تلاشت كل مشاعرها الجانبية مسقطة كل التردد داخلها وهي تندفع و تلتقطه من يد الجدة وتنثر قبلاتها الحانية بنهم ولهفة وحب أمومي لا تدري كيف استطاعت قټله داخلها الفترة الماضية كيف ابتعدت وانشغلت بحياتها ورغابتها وسعادتها الزائفة كيف عاشت وهي بعيدة عن قطعة روحها وملاكها الصغير دموعها أغرقتها وهي تبكي وتصب سيول مشاعرها المكبوتة بهمهمة هامسة تخص صغيرها وحده كأنها تطبع بذاكرته كلمات أخيرة ربما لن يتذكرها ابدا.
لتستطرد العجوز بنبرة جمعت العتاب بالشفقة حد منعك تشوفيه يا بنتي طلبتي مرة تيجي وبابنا اتقفل في وشك
ازداد بكائها كجواب وحيد بأن لم يمنعها أحد عن رؤيته هي من تخلت عنه وباعته وحرمت نفسها منه كم كانت جاحدة وغبية.
_تعالي يا قمر ارتاحي واشبعي من ابنك زي ما انتي عايزة وأي وقت بعد كده عايزة تشوفيه تقدري تيجي.
طنط عايزاكي تسامحيني على كل مرة زعلتك واستغليتك فيها أيوة بعترف اني استغليت طيبتك كتير وكنت فاكرة إن ده الطبيعي بس الأيام عرفتني غلطي بأقسى طريقة لتحين منها التفاتة نحوه قائلة بندم انت كمان سامحني يا رفعت أنا غلطت في حقك كتير اوي ظلمتك وظلمت أبني ونفسي قبلكم.
_ بلاش الكلام ده يا قمر أحنا مسامحينك متنسيش انك أم أبني ليمنحها ابتسامة صافية بدت بعينها أجمل ما ستراه عيناها حتى ټموت مستطردا خلينا نبتدي صفحة جديدة من دلوقت ابنك محدش هيمنعك تشوفيه وانا أي وقت تحتاجيني فيه هتلاقيني اوعدك بكده.
____________
العصفورة عرفت أنها لن تستطع مجابهة صقر مثله يمكن سحقها دون عناء استسلمت لتياره ويعلم كيف يقودها بعد ذلك قمر دجاجة ستبيض له ذهبا الكثير سوف يسيل لعابه لينالها لكن الثمن لن يكون زهيدا ينالهاهو اولا ثم يرميها لفئران الرذيلة تلتهما كيفما تشاء قهقه منتشيا بشعور النصر الوشيك الجميلة أتية وكم أنتظر تلك اللحظة وطاق لها قمر التي لا ينكر انها أنثى يانعة أشتهى تذوقها منذ زمن أبتسامة مقيتة عادت تزين شفتيه ليقطع حالة انتشاءه هذه رنين هاتفه زفر بضجر مغمغما هو ده وقته ثم التقطه بعد أن قرأ اسم المتصل عايز ايه يا ابني
_ ضرغام باشا مصېبة حصلت.
أنعقد حاجبيه بقلق وقال بنبرة خشنة مصېبة ايه يالا انطق
_ البت الصغيرة اللي انت سلمتها لواحد في اسكندرية عشان يلاحقها بدالك شكلها بلغت مباحث الأنترنت وهما عرفوا يوصلوله وقبضوا عليه فعلا.
وقع قلب ضرغام واهتزت الأرض تحت بقدميه وقد استشعر خطړا حقيقي لاعنا تلك الصغيرة التي على ما يبدو استهان بها كثيرا ليسترسل الأخر
أكيد صاحبنا هيعترف عليك من أول قلم أهرب قبل ما يوصلولك أهرب بسرعة.
أغلق معه ومكث متخشبا للحظات يستوعب كيف أنقلبت الأمور فوق رأسه بغتة بعد أن ظن أطراف اللعبة جميعها بين أصابعه متحكما بها لتنقطع كل الخيوط دون سيطرة منه ماذا يفعل وقمر بطريقها إليه جز أسنانه حاقدا على الصغيرة أيتن التي باعها وقبض ثمنها من رجل أخر انتحل شخصيته معها مستغلا أن الفتاة لم تري ملامحه