رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثاني والعشرون
علمه من العم سلامة عن معاملتها لأشرقت وكم عذبتها في بيتها شعر بالضيق نحوها ليجد نفسه دون أن يخطط لذلك يضع ذراعه بعفوية علي كتف زوجته مازحا طبعا يا ست أشرقت الدنيا مش سايعاكي انهاردة واخوكي عندك وأنا هتركن علي الرف.
نظرت أشرقت إليه مليا وداخلها تعترف بدهشة حقيقية لتودده ومزاحه معها خاصتا وهو يحوط كتفيها بذراعه أمام أخيها هل كانت تتسائل بالأمس كيف سيعاملها رضا ها هي الإجابة أتتها ليحتلها المزيد من الندم حين بخست قيمة وقدر هذا الرجل الحاني والاستثنائي حتى في خصامه ابتسمت له وحديث عيناها أدركه رضا وتجاهله وهو يبتعد بعدها ليعتلي إحدي المقاعد وأخيها يضحك مع قوله
لينظر جلال للصغار رحمة ومازن ملتقطا من جيبه مغلفان كبيران الحجم من الشيكولاته الفاخرة قائلا بحنان اتفضلوا يا ولاد أكيد بتحبوها.
تبادلا الصغار نظرة ذات مغزي لرضا الذي أومأ لهم كي يقبلوا هدية جلال بكلمات شكر مهذبة كما علمهم.
بوسط كل هذا لم يغب عن ناظري رباب تعامل زوج أشرقت معها عيناه تقطر عاطفة لا تغفل عنها إمرأة مثلها بعين رجل كما لاحظث نظرات أشرقت المحبة نحو زوجها يبدو أن القدر كان سخي معها بأكثر مما تصورت.
تبعتها لينال المطبخ نصيبا من إعجابها وهي تشمله بنظرة فاحصة مع قولها مطبخك جميل وبيتك كله الله أكبر عليه كامل من كله يا أشرقت وأحلي حاجة بقا انه ملكك لوحدك محدش شريكك فيه.
_ ومين قالك ماليش شريك
لتلتفت نحوها بنظرة مباشرة والمفارقة العجيبة تفرض نفسها علي الموقف بأكمله مع صوتها الذي بدا عميقا وعيناها تزداد غيوم سبحان الله كأن الزمن بيعيد نفسه تاني يا رباب الوضع اللي كنت فيه معاكي دارت الأيام واتحطيت أنا فيه الشقة دي والمطعم كمان اللي بناكل منه عيش ملك لرضا وأخواته رحمة ومازن ورثهم من أبوهم الله يرحمه ورغم اني لسه مش قريبة منهم ومش بيحبوني من قلبهم وبحاول بكل طاقتي أقوي علاقتي بيهم بس عمري ما هنكر حقهم ده لما يكبروا ويحتاجوه في يوم من الأيام.
أنا عارفة يا بنت الناس اني ظلمتك وأذيتك واستغليتك كتير لما كنتي عايشة معايا وعمري ما اعترفت بحقك بالعكس كنت بعتبرك عبء علينا وبستخسر حتي اللقمة اللي كنتي بتاكليها من عرق أخوكي مش بس كده أنا حتي دلوقت فكرت استحل حقك تاني لما جلال قال هيديكي نصيبك من تمن الشقة اللي وقعت فوق دماغنا وكان ليكي ورث فيها.
قولتله أحنا أولى بتمنها لأن أختك خلاص اتجوزت ومش محتاجة حاجة لكن أخوكي فوقني وفكرني بالحال اللي وصلنا له واننا كنا ممكن ڼموت تحت التراب.
مواصلة ودموعها تزحف فوق خديها
ربنا انتقملك مني يا أشرقت البيت اللي ذليتك فيه اتهد وكل حاجة راحت مبقاش لينا بيت نعيش فيه ولا حيطان تآوينا بعيالنا حتى التعويض اللي أخدناه من صاحب البيت يدوب هناخد به شقة إيجار علي قدنا التمليك مع ظروفنا بقا حلم بعيد علينا.
أسرعت للخارج مندفعة إليه باكية على صدره تعاتبه
بقا بيتك يقع ويحصلك كل ده يا أخويا ومتقوليش
ازاي قدرت تخبي عني اللي حصلك ازاي!
_ هسيبك معاها شوية يا جلال خدوا راحتكم.
هكذا هتف رضا وهو يصطحب رحمة ومازن بعيدا بغرفتهما ليحظي جلال وأشرقت ببعض الخصوصية محترما ومقدرا صډمتها بما علمته وإن كان يضايقه كثيرا بكائها واڼهيارها هكذا وتمني لو استطاع أحتواها بعناق يهدئها ويؤازرها به لكن الكثير بينهما صار محرما.
حصلك ايه يا اخويا وعايش فين دلوقت ليه مقولتليش يا جلال عشان اقف جنبك
ابتسم لها بحنان وهو يحتوي وجهها الباكي بين كفيه
يعني انكد عليكي وانتي عروسة بتستعدي لحياة جديدة وأشيلك همي ده انا كنت ابقا أناني أوي يا بنت أمي وأبويا.
وبعدين اطمني جوزك الراجل المحترم الطيب عمل الواجب وزيادة مش سابني لوحدي ووقف معايا وقفة عمري ما هنساها كلم استاذ رفعت طليق قمر واستضافنا عنده في شقته وادينا عايشين فيها لحد ما ربنا يرزقنا بسكن تاني.
اتسعت عيناها بذهول لما قاله جلال!
هل زوجها كان يعلم بما مر به أخيها ولم يخبرها!
والأستاذ رفعت هو من يآويهم في بيته
بيت قمر
_ وقبل ما تتسرعي عشان عارف دماغك