رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل العشرون
حزنه لخذلانها له بالأمس لما تلجم لسانها حينها لما لم تخبره أنها حقا لا ترتاح في بعده وليست سعيدة لا تنام ملء جفناها كما كانت تنام وهو جوارها عادت تنظر لملامحه التي احتفظت بحاجبان مقطوبان رغم أنه نائم..أقتربت ومدت أناملها نحو وجهه ورغبة غريبة تدفعها لتتصلق تفاصيله وتزيل عبوسة الحزين.
لتتراجع وتقبض أصابعها بقوة حتي استقرت بعيدا عنه.
همست أسمه داخلها.
هل كان أسمه مصادفة لما تحتاجه روحها حقا
وما غير الرضا كي تسعد بما أعطاها الله من عوض وهو خير العوض وما غير الرضا كي تنسى ما كان وتهنأ بما هو أت
وما غير الرضا تحتاجه حياتها الأن
غمضي عيونك واتخيلي انك رجعتي تاني بيت خالتك زي ما كنتي رجعتي حرة وعايشة زي ما اتمنيتي..أرسمي صورة لحياتك وامحي منها رضا كأنه مش موجود.. حياتك رجعت حلوة من غيره حسيتي إنك مرتاحة لو ده كان شعورك دلوقت..سيبيه.. أهربي بكل قوتك وأنا بنفسي اللي هساعدك تتخلصي من عبء الجوازة دي.. لو فعلا كانت عبء عليكي.
هي من تصنع لزوجها كل الأسباب كي يبتعد عنها.
وهي ذاتها من تحزن لخاطر فراقه كأنها انقسمت لروحان.
كل روح تريد شيء عكس ما تريده الأخرى.
تشعر أنها تختنق من شتاتها هذا
بدأت خيوط الشمس تنفذ من بين شقوق النافذة فنهضت أشرقت بوهن لتحضر شيئا وراحت تطالعه بشخوص شديد.
ولجت المرحاض الملحق بغرفتها وهي ترتجف لا تدري إن كان بردا أم خوف!..غادرت بعد قليل ووقفت تنتظر وعيناها شاردة مرت الدقائق وهي سابحة بأفكارها حتي حان الوقت.
ولجت المرحاض ثانيا وأحضرت أختبار الحمل لتعرف النتيجة ألتقطته دون أن تتبينه وأغمضت عيناها بقوة وكفها يرتعش حتي كاد يسقط جهاز الأختبار منها.
.
ابتلعت ريقها وهي تجحظ بعيناها وتنظر للخط الذي اصطبغ بذات اللون لكن بدرجة أقل أحمرارا.. هي حامل!
حامل!
السؤال يتردد مذهولا بصوت ضميرها وينتشر بعقلها.
هي حامل حقا
الدموع تتجمع بغزارة في مقلتاها وتسقط فوق الخطوط الحمراء لتزدهر أكثر كأن دموعها تساعدها بإبراز الدليل كي تراه وتتأكد.
رفعت وجهها الغارق بدموعه لتجد زوجها يقف أمامها يرمقها بريبة وخوف لجلستها وهيئتها هذه.
_ قاعدة في الأرض كده ليه وپتبكي دوختي تاني
أحنت رأسها وعادت دون رد تنظر للأختبار الذي لم يراه رضا بعد بين يديها جلس مقرفصا مقابلتها وأمسك. وجهها بين كفيه يجفف دموعها بحنان لا يملك وئده مهما كان غاضبا منها حين يراها هكذا لا يستطع إعطائها ظهره دون أحتواءه
لتحين منه نظرة لما تمسكه بين أصابعها فتنتبه عيناه وهو يدركه هذا أختبار حمل! نزعه من يدها وتبين قراءته سريعا لتتسع حدقتاه هامسا أنتي حامل يا أشرقت
أنتي حامل صح
نظرت له بعين زائغة كأنها لا تعي واقعها.
دموعها لا تزال تتدفق بغزارة باكية بصمت.
لا تدري سبب تطرف مشاعرها هكذا.
هل لا تصدق أنها سوف تصبح أما
الحلم الذي ترجته كثيرا بالماضي وعاندها
الأن يأتيها طواعيا ويسكن أحشائها نطفة طفل.
تبا لدموعها التي لا تتوقف.
فرحته تلاشت وهو يفسر دموعها بما أدمي قلبه.
ليأتي سؤاله التالي مرتجف وخائڤ من الجواب
أنتيبتبكي عشان مش عايزة الطفل ده
_ مش عايزاه
كان جوابها مجرد تساؤل حائر لإمرأة عواطفها غير متزنة تلك اللحظة لكن رضا لم يفهم إجابتها إلا إقرارا أنها لا تريد طفله.
للمرة الثانية تخذله وللمرة الأولى يخطيء هو قراءة ملامحها ومقصدها ويفسر الأمر على حسب ظنه.
وميض فرحته انطفأ وهو لا يجد بين تعابيرها غير الحزن.
أشرقت ليست سعيدة بحملها منه.
كيف ظنها ستسعد برباط أخر يجمعها به وهي بالاساس لا تريده! نعم هي لا تريده.
الزوجة التي تحزن للحمل من رجلها حتما لا تريده.
عليه من الأن وصاعدا