رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل التاسع
ليصبح رضا علي يقين أنها لا تدري عن أمر طلبه لها شيء وإلا ما عاملته بهذا الهدوء.
_ أنتي لسه تعبانة يا أشرقت لو كده ارجعي البيت وانا هكمل اليوم مكانك.
هزت رأسها نافية لا يا دينا أنا مش تعبانة أنا بس سرحت شوية ومأخدتش بالي ان في زبون دخل معلش.
ربتت علي كتفها بود ولا يهمك يا حبيبتي عادي بتحصل.
أما هي لا لعلتها من دواء يشفيها مثلهم.
___________
بحذر انزوت بعيدا تحصي النقود التي ادخرتها ذاك الشهر خلف زوجها عيناها تلمع طامعة في المزيد وهي تهمس لذاتها
شاطرة يا بت يا قمر لو شديت حيلي كمان شوية هاخد من جوزي قرشين حلوين ينفعوني.
كادت أن تنفلت ضحكتها الساخرة لولا سماعها صوت زوجها ينادي قمر يا قمر انتي فين
انتفضت وهي تتبين اقترابه فأخفت نقودها سريعا داخل خزانتها وهي تعتلي فراشها بإعياء. ليدخل متسائلا
غمغمت بوهن مصطنع ضهري واجعني اوي يا رفعت قلت اريحه شوية والولد نايم في سريره هناك اهو.
توجه لصغيره النائم ولثمه بحنان قبل ان يعود إليها قائلا
_ ألف سلامة معرفش ايه حكاية ضهرك دي يا قمر ما تروحي تكشفي و تتعالجي.
واصلت حديثها الواهن منا حجزت عند دكتور بكرة وامي رايحة معايا حتي كنت هقولك اني عايزة ألف جنيه معايا بكرة.
_ يا حبيبي ده دكتور كبير وكشفه 500 جنيه والباقي يدوب للعلاج والمواصلات واذا فاض حاجة هعرفك.
أومأ لها بقلة حيلة قبل ان يتسائل طب أنا جعان اوي يا قمر مفيش غدا
أعتدلت قليلا وهي تطلق آنة ۏجع مصطنعة مع قولها أطبخ ازاي يا رفعت وضهري تاعبني كده ومش قادرة اقف علي رجلي معلش يا حبيبي اطلب حاجة من برة نتغدا بيها أحسن انا كمان جعانة اوي.
_ جدعة يا بت حوشتي كام من وراه
اخبرتها برقم جعل والدتها تصيح بفخر الله أكبر جدعة وبنت أمك صحيح أوعي يابت رفعت يشوف الفلوس دي معاكي.
_ لا طبعا ياما ده انا شايلاهم في مكان محدش يقدر يوصله.
صاحت بفظاظة يا سلام عشان المحروس ابنك الكبير ياخدهم منك من غير ما تعرفي ويسكر بيهم لا طبعا أنا فلوسي معايا متفارقنيش.
لامتها بنظرة قائلة أخص عليكي يا قمر وأنا برضو افرط فيهم واخوكي عزت مش حرامي اللي فيه ده بسبب زعله لما اللي ما تتسمى أشرقت خلعته حاسس بالإهانة يا نضري.
_ متزعليش مني ياما مش قصدي والله بس انتي عارفة انا بجمعهم بالعافية دلوقت.
أومأت متغاضية عن غلطها قائلة بعد تنهيدة
مش عارفة أعمل ايه مع اخوكي حاله مش عاجبني خالص.
_ طب ما تجوزيه ياما
_ اجوزه ازاي وهو مش شايل البت طليقته من دماغه الواد وهو مش في وعيه بيفضل يخرف ويقول كلام عبيط كأنه ندمان عليها وعايزها ترجعله.
_ معقول ياما لسه بيحبها مصېبة لو فعلا حاول يرجعها تاني.
هتفت بشراسة يرجع مين!
ده انا كنت أكسز الدنيا علي دماغه ودماغها.
_ أمال هتعملي ايه عشان حال أخويا يتعدل
شخصت عيناها هامسة معرفش بس أكيد مش هسكت إن مخليته يشوفها شيطانة ويكره حتي يسمع سيرتها وأسمها مبقاش أنا.
_____________
أخذ عطلة اليوم من عمله شاعرا بحاجته الماسة للاختلاء بنفسه والهدوء قليلا ليأخذ قراره معتمدا علي من يدير مطعمه بدلا منه.
سوف يجرب أن يكف عن انتظارها كل صباح.
وألا يضعف ويذهب ليراها مثل مراهقا يتلصص علي صغيرته لينال نظرة رضا سوف يمارس أشياء أخري اليوم ربما عليه الاهتمام أكثر بصغاره واللعب معهم ربما يأخذهم في نزهة قصيرة تبدد كآبته وتشتت تفكيره الدائم في أشرقت.
البهجة التي افترشت وجه صغاره جعلته يتأكد انه كان علي صواب حين منحهم مزيدا من وقته هما يحتاجانه دائما ساعدهما بتحصيل دروسهما أولا ثم كافأهما بنزهة قصيرة ليشتروا حلواهم