رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل السابع
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
وقبل ان تهم باعتراض رمقها بتحذير وبعدين مش اتفقنا إني زي والدك ولا هتزعليني منك انتي زي سارة وده اول يوم شغل ليكي خلي القرشين دول معاكي محدش عارف المواقف اللي ممكن تتعرضيلها.
توقفت يدها عن مقاومته وهي تتقبل نقوده لكن عيناها لم تتوقف عن ذرف دموعها وهي تتذوق المزيد من حنانه الذي لم تعتاده من رجل كل يوم يمر تحت كنفه يملأ داخلها فراغ الأب الذي حرمت منه باكرا ودون تردد انحنت تلثم كفه هامسة ربنا يخليك ليا ياعم سلامة انت وخالتي وسارة أماني وسندي الوحيد بعد ربنا.
يعني انبسطي في شغل الصيدلية يا قلب خالتك
صاحت أشرقت والسعادة تغمرها جدا جدا يا خالتي المكان نضيف وأصحابه محترمين خالص والبنت اللي شغالة معايا مونساني وشكلها عشري اوي فكرتني بسارة.
واستطردت باقتراح لقولك بما إنك هتخرجي كل يوم كده هتعوزي لبس كتير ايه رأيك يوم ااجمعة نخرج نشتري كام طقم
أشرقت بقلق كام طقم لا يا سارة ماينفعش اصرف فلوسي كلها في اللبس واحدة واحدة.
_ يا بنتي مټخافيش أنا هوديكي محل حلو اوي في فيصل أسعاره مش عالية وهتعجبك اطمني أنا فاهمة قصدك و أوعدك أظبطك بمبلغ خيالي.
هتفت سارة بثقة هبهرك يا شوشو.
بمهارة يتقنها جيدا راح يشكل الكرات الخضراء المرصعة بحبوب السمسم والكزبرة و رائحتها الزكية الدافئة تجذب كل من يمر جوارها ان يشتريها و يتذوقها راح رضا يغمس الكرات بزيت ساخن غزير و حدقتاه تكاد لا تحيد عن موضع ولوج زبائن مطعمه الشعبي ذو السمعة الطيبة ينتظر حضور جميلة المقلتان التي تأتي إليه كل صباح تأخذ نصيبها من عجينته الخضراء الساحرة ويأخذ هو نصيبه من سحرها هي راضي بتلك الدقائق القصيرة التي ينالها برؤيتها كل يوم وهي تشتري شطائرها منه صار وكأن صباحه لن يبدأ شروقه إلا عندما تطل هي عليه بوجهها الضاوي.
ألا يوجد احترام لهيبة جمالها الأخاذ
سريعا ما أضحت قبالته باسطة يدها بعفوية هاتفة
عايزة اتنين طعمية واتنين فول وشوية مخلل.
ليأخذ منها النقود مغمغما و واحد بابا غنوج مني للانسة.
استقبل سخطها الذي كشف عن عفة نفسها صائحا وهو يستغل تقديم نفسه لها گ فرصة جاءته علي طبق من ذهب
انا أسمي رضا يا ست البنات وانا هدفي نعمل واجب مع الغريبة عن حارتنا اللي نورتنا.!
صاحت بتهكم ما غريب إلا الشيطان يا أخينا خليك في حالك أنا مش بقبل واجب من حد معرفوش.
انزوت أشرقت تنتظر تجهيز شطائرها بعين شاخصة تتفكر في حالها الأن ها هي تمارس عملا شريف يكفيها شړ الحاجة ويعفيها من أن تصبح عبء على العم سلامة و خالتها لا تحتاج منهم غير الأمان والونس والرفقة تدعوا الله سرا أن يدوم استقرارها وسعادتها تلك وألا يعكر صفوها شيئا.
_ اتفضلي ياست الكل!
فاقت على صوت رضا ينزعها من شرودها وهو يقدم لها شطائرها التي فاحت برائحتها الزكية فتمتمت بشكر مقتضب وغادرت فراقبها بعيناه البنية المولعة برؤياها وغمغمته الهامسة لذاته سرا ياترى حكايتك إيه ياست البنات! وليه النصيب رماكي في سكتي تاني بعد ما شوفتك صدفة!