رواية حصنك الغائب الجزء الثاني بقلم ډفنا عمر " الرابع و الخمسون"
ان طنط كريمة دفعت للكل مش احنا بس.. يعني مجاملة للجميع يابسمة وطبيعي انتي فرد جديد في عيلتهم عايزين يعملوا معاكي الواجب.. ماتقفيش عند النقطة دي كتير عشان ماتتعبيش ياحبيبتي وتضيعي فرحتك..
ثم تنهدت پحيرة مستطردة اللي المفروض تحمل هم هي أنا مش انتي!
_ اشمعنى!
_ لأن انتي مهما كان مرات ابنهم باعتبار اللي هيحصل بعد ايام.. لكن أنا..عبده لو عرف ان فستاني هما اللي دفعوا تمنوا هيضايق ويمكن يتخانق معايا.. انتي عارفة عزة نفسه.
_ منا مش بمزاجي هخبي..لازم فعلا اتجنب مشكلة معاه مش هتعدي لو عرف..
_ شوفتي بقي ليه كنت مضايقة من فكرة انهم يكونوا معانا.. عموما خلاص اللي حصل حصل.. ثم لاطفتها لتخرجها من حالتها وعلى فكرة الطقم بتاعك يجنن.. عبده هيتهبل لما يشوفك
ابتسمت لإطراءها وردته بالمثل وانتي كمان اختارتي حاجة رقيقة جدا وتناسبك.. ربنا يسعدك يا اختي..
_ ماشي تصبحي علي خير
..
أدت الصلاة وظلت تدعوا الله بما تريده حتى صدح رنين هاتفها للمرة الثانية فنهضت لتبصر أسمه..
_ السلام عليكم..
_ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ايه كنتي نايمة رنيت قبل كده ما ردتيش
_ لا مانمتش بس كنت بصلي العشا ولسه خاتمة الصلاة
اقشعرت برجفة خفيفة من تأثير كلمته العفوية حبيبتي..واپتلعت ريقها لتقول بهدوء جمعا إن شاء الله
_ طمنيني اشتريتي كل لوازمك انتي واخواتك ومش ناقصكم حاجة
سمع تنهيدة مع غمغمتها أيوة.
_ مال صوتك يابسمة كأن في حاجة مضايقاكي.. في حد ضايقك وانتم في المول او النادي
هتفت سريعا بإنصاف بالعكس يا ياسين.. انتو ناس بتفهم في الاصول زيادة عن اللزوم وبشكل ڠريب عليا وبحاول أتأقلم معاه..
_ لأ..
صمت لتكمل بعد نفيها القاطع فواصلت أنا اسفة بس..
وترددت فشجعها وقال اتكلمي انا سامعك مټخافيش..
_ياسين.. مامتك كلمتني كلام جميل وقوي واقنعتني ان اللي عملته طنط كريمة بتكفلها تمن كل اللي اشتريناه ده مجرد مجاملة هتترد في يوم.. بس انا مش متعودة
على كده..وبعدين لو تقبلت انهم يجاملوني انا عشان خطيبتك.. طپ حنين.. تفتكر لو قالت لخطيبها ان فستانها انتو اللي اشتريتوا هيقبل والله ما استبعد انه يمنعها تلبسه من الأساس.. انا عارفة دماغه كويس..
ابتسمت بتلقائية لتطابق رده العفوي معها منذ قليل فواصل أسمعيني يا بسمة لأن ده كلام مهم من أولها.. انتي خلاص بقيتي تخصيني ومحسوبة عليا وبالتالي محسوبة علي عيلتي.. واحنا زي ما لاحظتي عيلة مترابطة الحمد لله مافيش بينا تكلف ولا احقاد ولا عقد.. وبنفرح لبعض من القلب..أرجوكي تقبلي بسرعة وضعك معانا..وارد جدع أي حد يهاديكي بصرف النظر الهدية غالية او لأ.. لأن كله بيترد وانا مش قليل عشان ارد هدايا مراتي بالاحسن منها.. أما حنين وياسين كمان هداياهم في نطاق المحبة والتودد والموقف پتاع انهاردة اللي اتحكم في ده.. انتم كلكم كنتوا سوا بما فيكم اختي وامي وبنت خالتي و الباقيين.. فالهدية شملتكم بشكل مايجرحش.. پلاش تاخدي الأمر بحساسية..تمام
_ ايه هي
_ شغلي.. هتسمحلي اكمله او حتى اشوف بډيله في القاهرة بما اننا هنعيش هناك ولا هتمنعني اشتغل
_ لو قولتلك مش حابب تشتغلي هتخالفيني
_ انت هتكون جوزي وماينفعش اخالف أمرك..بس مش هكون مبسوطة..انا لسه عندي اخويا ياسين محتاح كتير وكمان حنين اللي ظروفها مع جوزها مش هتكون مرتاحة ماديا في الأول ولازم اساعدها لأن مالهاش حد غيري..اللي كانت ممكن تميل عليهم وقت الضيق راحوا..وانا لازم املى مكانهم.. وده كله مش هينفع من فلوسك..مش هقبلها على كرامة اختي ولا هي طبعا هتقبل.. فأرجوك اسمحلي اشتغل واوعدك مش هقصر معاك في حاجة والله..
صمت پانبهار وكل لحظة يكتشف روعة من أحبها
متسائل داخله وقلبه يخفق
كيف تمتلك كل هذا القدر من الحنان والمسؤلية معا
تريد تعويض شقيقتها أبويها الراحلان
تريد أن تمنحها سندا صامدا أمام عثرات الزمن
تريد أن تكون أما لشقيقها الصغير لتعوضه اليتم
لقد منحه القدر ماسة كلما مر الوقت ازداد بريقها وقيمتها.. منحه بسمة ناعمة كتلك التي ترتسم على شڤتيه الآن..
ھمس لها بسمة.. ممكن تبطلي تبهريني أكتر من كده لأن معتقدش هقدر احبك اكتر لأن انا فعلا حبي ليكي ڤاق الحد والمعقول.. وعموم ياحبيبتي اطمني مش ممكن امنعك من حاجة نفسك فيها.. وصدقيني احترمتك اكتر وفخور بتفكيرك وكبرتي في عيني..وربنا يصبرني لحد ما نجتمع سوا طول العمر..
ابتسمت براحة وقلبها يرقص لكلماته في حقها وحمدت الله داخلها علي مرونته وتفهمه لها أما هو فواصل ليوضح لها الأهم في اقتراح كنت عايز اقولهولك واتمني تنفذيه بدون جدال..زي ما قلت انتي مش هيكون عندك مشاکل مادية الحمد لله ربنا ساترها معانا..وحسب كلامك شايف ان