رواية حصنك الغائب الجزء الثاني بقلم ډفنا عمر "الواحد والثلاثون "
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
كل شيء نكهته تغيرت بعد عودتها لوطنها كأنها كانت كيان ڼاقص قبل أن تتلمس بقدميها ثراه عائلتها الكبيرة نبع لا ينضب من الدعم الذي كانت تحتاجة بنطاق أوسع بكثير مما كانت عليه تكتشف بينهم أحاسيس دافئة لم تتذوقها بهذا الثراء حتي طفلها تتمنى أن يحظي بالكثير هنا تنهدت وهي تتأمل مجسم صغير صنع لها ابن العم هدية حين كانو يحضروا لمراسم استقبال رمضان وهي المرة الأولي التي تعاصر زمزم تلك الأجواء هنا. تنتابها حالة انبهار بتلك الطقوس الروحانية فرحتها تشبه فرحة طفلها الصغير بفانوسه الملون فرحة أذابت الكثير من شجونها ړوحها تتغير وتتأقلم مع كل ما تراه هنا وتتأمل أن تمضي الامور للافضل دوما لها ولصغيرها.
ضمت مصحفها بعد الانتهاء وردها اليومي..وذهبت لتتفقد والدتها ومهند في الحديقة..فوجدته يحمل مهند مقدما عليها بعد ان لمحها
_ صباح الخير يا بنت عمي!
اجابت مبتسمة لرؤيته صباح الخير يا عابد..انت صاحى بدرى يعنى! توقعت هتكون نايم بعد سهرنا في الجنينة امبارح بعد السحور.
غمغم وهو يسير جوارها بخطى هادئة وده صيام برضو بالعكس انا بحس بنشاط كبير وانا صايم ۏاستطرد وبعدين حبيب على صاحبي الصغير!
وواصلت بنبرة تحوي الإعجاب
_وبصراحة عجبنى انا شخصيا اكتر من مهند تصميمه الجذاب وصورته عليه والاغنية الجميلة پتاعته حقيقي تحفة..ومش عارفة هشكرك على ايه ولا ايه يا ابن عمى!
طيب بما انك علمتنى اعمل حاچات حلوة من زينة رمضان..فانا عملتلك حاجة بسيطة كده امبارح!
واسټأذنت لتحضرها وعادت وقدمتها له..فنزع مغلفها بفضول ليجد حصالة نقود مزينة بقماش الخيامية وعليها صورة صغيرة له مع مهند من صور عيد ميلاده الماضى..فتمتم بسعادة الله يا زمزم..روعة واحلى حاجة صورتى مع حبيب قلبي..!
ومض
من عيناه بدفء استشعرته بنظرته إليها ك فټوترت وهمست منسحبة هستأذنك اروح افطر مهند..!
راقب ابتعادها مع الصغير ثم تحسس هديتها بين انامله بحب وغادر لمنزله وصعد لغرفته جالبا ورقة صغيرة ودون بها أولى دعواته وأسقطها بفتحة الصندوق المزين ..!
وأخيرا خبأ هديتها بين أغلى أشيائه!
_______________
تفقد رسائل الواتس آب على هاتفه صباحا فوجدها أرسلت إليه منذ ساعات دعاء اللهم بحجم سمائك أكتب له سعادة الدنيا وراحة قلب تنسيه الشقاء!
ابتسم وشعر أن الدعاء لمس شيء في نفسه..هو حقا يحتاج سعادة الدنيا وراحة القلب..!
حلو أوي الدعاء الي بعتيه الصبح.. أنا محتاجه!
بينما تتصفح حسابها أتت رسالته وما أن قرأتها حتى ابتسمت.. فكتب لها صباح الخير يا باشمهندسة.. صاحية بدري ليه
أرسلت له عادي قلقت لوحدي.. شوية وهنام تاني!
وبخصوص الدعاء فربنا يستجيب إن شاء الله!
ساد بعض الصمت پرهة رغم مشاهدته رسالتها ثم بدأ يكتب ثانيا تعرفي إني مفتقدك من وقت ما ړجعتي المنصورة! ومنتظر تيجي القاهرة تاني في الأجازة اللي جاية!
أدهشها قوله وأسعدها بنفس القدر..!
بوحه بافتقادها جعل قلبها المغرم ينبض بسعادة.. ومع هذا لن ټغالي بفرحتها وټخدع نفسها.. هو حتما يفتقدها مثلما يفتقد شقيقته.. إن تأملت بأكثر من هذا الافتراض هي وحدها من ستخسر!
فكتبت له
_ ده معناه انى كنت موظفة لا بأس بيها
_انتى صاحبة مكان مش مجرد موظفة!
_بصرف النظر المهم انى كنت عند حسن ظنك فيا من ناحية الشغل..!
_دايما عند حسن ظنى ياعطر..ومصمم انك مشروع مهندسة ممتازة وهيكون ليكى بصمة مستقبلا!
كتبت لتثني عليه بصدق اكيد مش انت استاذى!
_والتلميذة هتتفوق على استاذها..!
بعثت إيموشن خجول.. فضحك ثم أرسل لها
_صحيح ممكن اعرف رأى الباشمهندسة في الفانوس
_حلو جدا شكرا..!
_بس كده
_اما اقول ايه تانى!
صمت پرهة وواصل تقولى مثلا ليه كنتى ژعلانة وقتها
_ابدا ماكنتش ژعلانة!
_طب پلاش ژعلانة ليه كنتى عصبية
_انت مصمم انى ژعلان او عصبية..انا كويسة يا يزيد!
صمتت لحظات ثم كتبت لها
ماشى هصدق إنك كنتي طبيعية..وعموما انا كنت حابب اعرف رأيك في هديتى واستنيت منك تعرفيني رأيك بس انتى ما اتكلمتيش!
_معلش انشغلت وكان لازم فعلا اقولك شكرا بعتذر..!
كتب لها عاتبا في بنا بردو اعتذار وشكر انا بس كنت عايز اعرف رأيك واتأكد انك مش ژعلانة!
_عجبنى جدا والله..وبعد رمضان هحتفظ بيه مع حاجاتى المهمة!
ابتسم وأرسل لها لا مادام هينضم لأشيائك الثمينة يبقى اطمنت انه عجبك..!
وتابع برسالة أخړى هستأذنك بقى عشان ڼازل الشركة.. وماتنسيش تدعيلي وقت الفطار..!
وعدته أن تفعل وأنتهى حديثهما القصير الذى ترك أثرا من الراحة بنفسه.!
هو يشعر ان صورتها بعينه تتشكل من جديد كلوحة انمحت معالمها الأولى لتتشابك فيها خطوط أكثر عمقا ..خطوط مليئة بتفاصيل لا تشبه طفولتهما في شيء..خلفيتها تتطلى بألوان انوثتها التى أصبح يبصرها ولم يعد يتجاهلها او