السبت 23 نوفمبر 2024

كله بالحلال بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 13 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

تانية.
اغتاظت ليلى لتلكزها بمرفقها ليخرج صوت بسمة باعتراض 
ما كفاية يا بت بقى انا تعبت من كتر الضړب هو انتي واخداني مقاولة النهاردة
برقت ليلى عينيها ضاغطة على شفتيها لها بټهديد صريح حتى تتوقف فهذه الملعۏنة لا تترد في إحراجها 
اثار فعلها المرح بقلبه ليضحك ملئ فاهه قبل يردد لشقيقته بتشفي 
احسن خليها تطلع عليكي القديم والجديد انتي اساسا تستاهلي.
قالها لتبادله ليلى ابتسامة مضطربة على استيحاء اسعدته لتستند بسمة بمرفقها على سطح الطاولة مغمغمة بصوت ضعيف لا يصل اليهم 
الله والله وجه اليوم عليكي يا بسمة اللي تاخدي فيه دور المتفرج انتي كمان
في منزل عزيز 
و قد كان يتناول الطعام بوجبة الغداء بصحبة والدته التي لم تتوقف عن اهدائه ابتساماتها الصفراء وعقلها يدور بلا هوادة في عدة أنحاء وتفكير مستمر في أمر الفتاة المجهولة وهذا الإصرار العجيب من ابنائها الاثنان في عدم اخبارها باسمها
الحمد لله تسلم ايدك يا ست الكل الأكل تحفة ما شاء الله نفسك لا يعلى عليه. 
قالها عزيز بمجاملة اعتاد عليها لها فتلقفت هي قوله لتوجهه ناحية الجهة التي تريدها 
يسلم قلبك وعنيك يا حبيبي بكرة لما تيجي بنت الحلال هتنسيك اكل مامتك والدنيا كلها.
نهض عن مقعده مرددا لها بتقليل 
لا طبعا ازاي الكلام. مفيش واحدة في الدنيا تغنيني عنك ولا عن أكلك.
اوففته منار فور أن تحرك بخطوتين قبل أن بتعد عنها 
بس انا شايفة ان احنا مقصرين اليومين دول في الموضوع ده يا عزيز.
التف اليها سائلا بعدم تركيز 
موضوع ايه يا ماما اللي احنا مقصرين فيه
نهضت تقابله في وقفته لتجيبه بلوم 
هو انت لحقت تنسى يا عزيز انا قصدي على موضوع الجواز يا حبيبي اوعي تقولي ان دماغك مشغولة بواحدة لافة عقلك ازعلك منك .
قالتها بټهديد وتوعد جعله يستدرك جديتها والدته لا تردف بنصف كلمة هباءا هي ترمي كلماتها جيدا لذا فما كان منه الا أن يسارع بالنفي 
لا طبعا يا ست الكل دا انتي بنفسك داخلة على حسابي وحاذفة على كيفك انا من بعدها صاغ سليم مفيش صنف انثى أثرت فيا .
تبسمت تدعي انها تصدقه لتردف بعدها 
شطور يا حبيب مامي بس كدة بقى لازم تشد حيلك تدور معايا على بنت الحلال ما هو مش معقول يعني مصادفتش أي واحدة وعجبتك لكن طبعا لازم تبقى بنت أصول يا عزيز.
تابعت تشدد على كلماتها بقصد 
الجمال شيء مفروغ منه لكن انا الأهم عندي هي انها تبقى محترمة ومؤدبة..... عنيها مبترفعش عن الأرض زي مواصفات رانيا كدة اكيد طبعا انت ملحقتش تنسى البنت.
تقلصت ملامحه باحتقان وسخط يجيبها 
وافتكرها ليه يا ست الكل هي اللي خلقها مخلقش غيرها دا انا حتى كنت راضي بيها عشان خاطرك وبس رغم اني مكنتش فاهم شخصيتها ولا عارف هتوافق شخصيتي ولا لأ لكن برضوا اللي جاي أحلى عن اذنك بقى.
قالها ليحرك اقدامه ذاهبا من أمامها دون انتظار بعد أن استفزه حديثها يعلم انها تفتعل كل هذا الأمر بقصد ولكنه لن يستلم لإلحاحها وهذا الحصار الذي تفرضه عليه يراعي جيدا رضائها ولكنه ايضا لن يتخلى عن حريته مهما كان الأمر.
دلف لغرفته متوجها نحو الكمود ليستل الهاتف بعد ان نزع عنه الشاحن الكهربائي ليضغط الرقم الذي أتى برإسه على الفور!
عودة الى جلسة الفتيات وممدوح الذي لم يتوقف عن الحديث مع ليلى في شتى الموضوعات وهي تستمع اليه دون كلل او ملل أمام انظار شقيقته والتي كانت تطالعه بتعجب نظرا لمعرفتها الأصيلة برازانته وكلماته القليلة مع الغرباء لكن يبدوا ان صديقتها

لم تكن أبدا من الغراباء وقد كان هو في انتظار الفرصة فقط وها هي اتت اليه 
عارفة يا ليلى وانا في سنكم كدة مكنتش برسى على حيلي في اي مكان معظم الانشطة في الجامعة كننت بحضرها ندوات مسرح رحلات استكشافية بس دي على فكرة انا لسة موقفاش عنها بل ولسة مستمر فيها حتى اسألي البت العبيطة دي ما بصدق اخد اجازة من الشغل واروح شايل شنطنتي ومسافر في أي حتة جوا مصر او براها في اي دولة حتى لو في أدغال افريقيا مبفرقش.
سمعت بسمة لتضيف بلهفة نحو صديقتها 
ايوة صح يا بت يا ليلى دا انا عندي صور من اخر رحلة راحها لقبيلة غريبة كدة في تنزانيا استني هخليكي تشوفي .
قالتها لترفع شاشة الهاتف امام التي كانت تشاهد بذهول الصور العديدة له مع أصناف من البشر بأزياء غريبة تقارب البدائية فخرج صوتها على الفور بتساؤل 
يا نهار ابيض طب انت ما بتخفش انا اسمع ان في جماعات منهم بياكلوا لحمة البشر هو الكلام ده بجد
ضحك يجيبها بتباسط 
هما فعلا فيهم قبائل لسة عندهم العادات دي وقبائل تانية عندهم تقاليد اغرب بس انا طبعا مش بنزل على اي حاجة وخلاص انا بنزل على اماكن محددة وعارف بطبايعهم العمر مش بعزقة.
اومأت له بهز رأسها لتضيف إلى قائمتها مزيدا من الصفات الرائعة عنه يبدوا انه لن يكف عن ابهارها.
تابعت بسمة بفخر لتريها المزيد من الصور حتى تفاجأتا الاثنتان بالاتصال الوارد.
رفعت ليلى رأسها لها تبصرها بانشداه لم يقل عن الأخرى التي ابتلعت ريقها بحرج يتبادلن النظرات المتسائلة في صمت حتى حسمت بسمة قبل ان ينتقل الشك لشقيقها لتنهض سريعا باستئذان 
طب انا قايمة ارد ع التلفون اللي بيرن ده.
أومأ لها شقيقها وليلى التي انتابها الخجل من الانفراد معه لتردف لها قبل أن تبتعد 
ما تتأخريش يا بسمة انا عايز اللحق اروح اساسا.
أومأت لها على عجالة بالموافقة ليعقب هو في أثرها 
مټخافيش يا ليلى ولا انتي هتتكسفي من قعدتك معايا .
صراحة اه.
تمتمت بها داخلها قبل ان يخرج صوتها اليه 
لا ازاي انا بس براعي اوي حكاية المواعيد في الخروج محبش ماما تزعل مني لو اتأخرت.
لا ان شاء الله مفيش تأخير
قصد أن يطمئنها بجملته وعينيه تزاد إعجابا بها حتى فاجئها بقوله 
ليلى هو انا ممكن اكلمك ع الشات وابعتلك صور الرحلات الغريبة اللي قومت بيها أو اشرحلك عن ظروف البلاد اللي روحتها
انت لسة هتستأذن
صدر الصوت المتلهف داخلها قبل تظهر رد فعلها بأن أومأت له موافقة بهز رأسها ليشرق وجهه بابتسامة رأئعة اضاءت العالم من حولها
والى بسمة التي توقفت في ركن بعيد خلف لوح زجاجي يظهر معظم المطعم بالطاولات والبشر التي تملأه من عمال به أو رواد.
لتجيب على اتصاله بادعاء عدم معرفته. 
الوو السلام عليكم مين معايا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته انتي معرفتنيش يا بسمة
استمرت على موقفها لتردف بحدة 
حضرتك هتقول مين ولا اقفل واعمل حظر على طول
وصلها صوت ضحكته الرنانة ليردد بمرح 
انا عزيز يا مچنونة معقول معرفتيش صوتي في ايه يا بنتي
اخفت ابتسامتها لتجيبه بأسف مصطنع 
أنا اسفة يا عزيز مكدبش عليك صراحة انا شكيت في صوتك بس برضوا خۏفت ليكون واحد غريب بيعاكس معلش بقى ما هي دي كمان اول مرة تتصل بيا.
وكأنها كانت ترى ضحكته رد بمزاج رائق 
ومش هتبقى آخر مرة ان شاء الله انتي عاملة ايه بقى
غمرها ابتهاج غير عادي لتنقل بنظرها نحو شقيقها وليلى التي بدأت تندمج معه بالإضافة لسماع صوته بهذا الاتصال المفاجئ منه أن يكن هو المبادر بالسؤال عنها جعل شيء من ارتياح نسبي يتسلل اليها يخبرها بقرب نجاح خطتهما لتجيبه بكل صدق 
الحمد لله انا كويسة كويسة اوي انت بقى جيبت نمرتي منين
..... يتبع
الفصل العاشر
بطاولة ضمتهما وحدهما هي وابنتها بعيدا عن كل معارفها في النادي العريق من سيدات اصدقائها أو اشخاص تربطها بهم علاقة قرابة أو عشرة قديمة في هذا المكان المعروف والمميز لمزاولة كافة الأنشطة الاجتماعية والرياضية لها ولأبنائها
ولكن هذه المرة كانت على صفيح ساخن كبركان خامل تسير حممه ببطء شديد في انتظار الإذن لانفجاره حتى ېحرق الأخضر واليابس
لقد فقدت سيطرتها على ابناءها ليلى التي كانت كقطعة قماش بيضاء شفافة ترى كل ما بداخلها أصبحت الان غامضة تهاودها ولا ترفض لها طلبا سوى المطلب الذي تتمناه من قلبها وهو الزواج من ابن خالتها سامح من يليق بها حقا ولكن الغبية رأسها المتيبس لا يلين ابدا.
عزيز واه من عزيز ابنها المفضل والذي اصبح ېكذب عليها طوال الوقت في كل مرة اقتربت منه لتعرف سر هذا التغير بشخصيته يدخلها في حوارات ودوائر عجيبة تنسيها الغرض الأساسي من نقاشها معه وهي الاعلم

بهذا الأسلوب حينما يتبعه معها لا يصدر إلا حينما يكن خافيا شيئا ما عنها .
خاطبتها ريهام وهي تتناول من طبق المثلجات خاصتها 
يا ماما خفي حړق في دمك شوية اشربي حتى العصير اللي قدامك يمكن يهديكي الموضوع مش مستاهل اوي يعني
زاد اشتعال عينيها ترمقها پغضب مرددة 
هو ايه اللي مش مستاهل يعني بعد كل اللي حكتهولك ده ولسة برضوا يا ريهام الكلام مش داخل دماغك بقولك الاتنين متغيرين وفي نفس الوقت طول الوقت مبسوطين الواحد فيهم يا اما برا في مشوار يا اما في الأوضة بتاعته وقافل عليه عزيز اللي كان طول الوقت بابه مفتوح حتى لو بيكلم بنات دلوقتي بيفقل اوضته قدامي ولا اختك اللي بقت زي العجينة في ايدي ما ترفضليش اي طلب غير الطلب اياه
عادت ريهام لخلق تبربرات لهما فما زالت غير مقتنعة لوجود المشكلة من الأساس 
عادي يا ماما لما عزيز يعمل خصوصية لنفسه ما هو يمكن بيتفرج مثلا على حاجة كدة ولا كدة برضوا هو شاب والحاجات دي عادي بالنسبة للشباب انا اسفة يعني وان كان على ليلى فدي طاقة ومچنونة اصلا تلاقيها بتتبع معاك الأسلوب الجديد ده عشان تاخد رضاكي ومتغصبيش عليها في موضوع سامح ما هي كمان مش طايقاه.
عنها ما طاقت نفسها.
تفوهت بها بحدة لتتابع بتصميم 
دي مقصوفة رقبة ومش عارفة مصلحتها فين اسيبها انا بقى تخيب نفسها ولا تخسر فرصة زي سامح بس انا برضوا احساسي بيقول ان الحكاية فيها إن في لعب بيحصل من ورايا
اخوكي يا ريهام ميعرفش كسوف ولا خصوصية دا ابني وانا عارفاه. لازم اعرف سر التغير اللي حاصل معاهم.
سألتها باهتمام شديد 
ودا هتعرفيه ازاي ما تفهميني يا ماما انتي ايه في دماغك
طالعتها قليلا بغموض قبل ان ترتفع بعينيها تبصر ما خلفها قائلة 
اهو جه اللي مستنياه
الټفت رأس ريهام تتسائل نحو ما تقصد 
هو مين يا ماما اللي جه........
لم ترد منار فقد وصل الجواب لابنتها فور رؤيتها لابن خالتها وهو يتقدم نحوهن لتردف متسفسرة بفضول 
سامح دا اللي جاي علينا انتي عايزة سامح في ايه يا ماما
اشتدت ملامحها وعينيها ومضت بنظرة غامضة تجيبها 
دلوقتي تعرفي.
في داخل السيارة وقد كانت تستقلها اليوم بجواره في الأمام بعد ان اتي اليها إلى الجامعة ليقلها بعد انتهاء محاضراتها.
صامتة بابتسامة تعلو قسماتها تستمتع بفرض دلالها عليه بعد
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 44 صفحات