الخميس 12 ديسمبر 2024

بغرامها متيم بقلم فاطيما

انت في الصفحة 6 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


وكاتب عليه وصولات امانه على بياض 
ثم أرجعت خصلاتها وراء أذنها وتابعت بنفس خجلها 
اصللل بابا بعد م وت اختي وبعدها ماما تعب وانهار ومبقاش ينزل الشغل وخسر المحلات بتاعته وبقى شرب وسهر لحد الفلوس اللي معانا كلها ما خلصت وحتى اللي في البنك وكل حاجه راحت وبقى يستلف من عمي ويمضي على الوصولات وبعدها عامل ما بقاش يسلفه لحد ما المړض اتمكن منه 

ولما جيت لك المكتب اخر مرة كنت جاية علشان اشوف شغل هنا واستقر وأمن حياتي لنفسي واحاول بشهادتي اللي اخدتها من برة استغلها 
بس حصل اللي حصل من رحمة ورجعت ومفيش شهر وبابا م ات ولقيت الدنيا كلها پتنهار من حواليا 
واسترسلت حديثها وهي تحاول كتم شهقاتها لشعورها بالإذلال أمامه ولطالما عهدها أنثى مدللة أبيها ولكن هي الأيام والزمان يوم يرفعنا لأعلى عليين وعشرون تصفعنا الأزمات الى أسفل الأرذلين 
لا والأدهى من كده عايز يجوزني ابنه المعوق اللي لا حول ليه ولا قوة وما ينفعش ان هو يرتبط بأي إنسانة اصلا علشان خاطر اعيش خدامة تحت رجليه واشيل مسؤوليته اللي تعباهم مقابل اني اقعد في شقة معززة مكرمة تصور حياتي بقت عاملة ازاي في لحظه يا ماهر !
عايزة اقول لك انا بتمنى المۏت وان ربنا يرحمني من الذل اللي انا هعيشه لو انت موقفتش جنبي 
مفيش غيرك جه قدامي ومفيش غيرك اضطريت اني ألجأله 
انت طبعا تقدر تتأكد من كل كلامي بسهولة جدا وتعرف اني مش بكذب عليك 
ما زال يرمقها بنفس النظرة الاستكشافيه كي اتاكد من صدق حديثها قبل ان يسال وداخله متيقن انها لاتختلق حوارات كاذبة فهي من صغرها بريئة وليس لها في أمور المكر ثم اقترب منها وهو يطمئنها 
ما تقلقيش يا شمس انا مش هسيبك غير وحقك راجع لك وبيت ابوكي هيرجع لك واشوف حوار عمك ده
بس انت عرفتيه ان
انك جايه اهنه 
رمشت بأهدابها بتوتر بالغ وهتفت بمقلتين زائغتين مما ستبلغه به 
أمممم عمي كان جايب المأذون علشان يجبرني اني اتجوز ابنه بالليل النهاردة ومحرم علي الخروج من البيت وكمان اجبرني اني البس الحجاب وأنا مقدرتش اتحمل اكتر من كدة واستغليت فرصة هدوء البيت وهربت الصبح بدري وجيت على هنا وزمانه قالب الدنيا عليا دلوقتي 
رفع حاجبه الأيسر ناطقا بذهول مما أبلغته به الآن ولن يصدقه عقل 
معقولة كلامك دي ! هو في حد بينجبر دلوك على الجواز 
أمائت برأسها بتأكيد سريعا وتمتمت بتعب 
والله ما كذبت في ولا حرف ياماهر عمي استغل شيكات بابا اللي ماضي بيها وحرفيا بيذلني بيها وأنا يستحيل اتجوز ابنه ده وكمان عمي واصل وراجل له معارف كتيير ومش هيخليني اعرف اتنفس 
ليه هو عمك شغال ايه جملة استفهامية نطقها ماهر وهو مازال مدهشا من حكواها وأجابته هي بجبين مقطب 
عمي مسك محافظ القاهرة من أربع شهور بالظبط 
اتسعت مقلتيه وهو يردد بنبرة ذهولية 
هو عمك اسمه حافظ الهنداوي 
وأكمل بنفس الاستغراب 
بس دي مش اسم عيلتكم 
حركت رأسها بموافقة ثم أكدت له 
لاا الهنداوي ده لقب ليه مشهور بيه من زمان لكن هو في البطاقة اسمه حافظ محمد دويدار 
اخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء مطمئنا إياها فهو قرر أن لا يتخلى عنها مهما كانت الصعاب التي سيواجهها مع تلك الرحمة
تمام أنا هقف جمبك ومتقلقيش خالص ياشمس 
بعينين ممتنتين لشهامته سألته بتأكيد
بجد ياماهر مش هتتخلي عني لحد ما اوصل لبر الأمان 
ابتسم بهدوء وأجابها بتأكيد
طبعا متعودتش أتخلى عن أي حد محتاج وانت عارفاني زين وإلا مكنتيش جيتي حداي اهنه 
باغتته بسؤال آخر جعله رجع لعالم الۏجع الذي ض رب بعقله آلاف التخيلات
طب ورحمة هتعمل ايه لما تعرف بمشكلتي وبمجي هنا 
وليا كمان رجاء عندك مش عايزاه تعرف اللي عمي عايز يعمله فيا ولا تعرف إني ضعيفة وحد بيذلني 
مسح على شعره بقلق وداخله يردد
يا الله على ما انت آت إليه ايها الماهر إنها لأيام صعاب قادمة سوف تع صف بقلبك وعشقك لتلك الرحمة 
يشجعني عقلي أن لا أتخلى عن تلك الشمس ويراوضني قلبي بأن كيف لي أن أواجه عاصفة الهوى مع نفحات رحمتي العاتية 
رجع لرشده قبل أن تنتابه نوبات من الجنون في التفكير لما هو قادم ثم هتف بنبرة مطمئنة 
متقلقيش محدش هيعرف أي كلام من اللي قلتيه 
وتابع بتحذير أشبه للرجاء 
بس كمان عايز أنبهك ابعدي عن سكة رحمة نهائي ولو حوصل موقف حاولي يوبقى ثباتك الانفعالي هادي ورزين لأبعد الحدود لأن رحمة هتعتبرك خصم وانت متعرفيش رحمة هتعمل كيف مع أخصامها واعرفي انك في الدنيا داي علشان تاخدي حقك تتحملي أي شئ وتأكدي إن بعد التعب هتاجي الراحة وأني مهسبكيش قبل ما أقدف وياكي وأخليكي توصلي لبر الأمان 
واسترسل حديثه بنبرة رجل عاشق لامرأة اقتلعت جيوش التمرد داخله وأعلنت أسلح تها الم دمرة لكيان بأكمله وهو مازال يؤكد عليها 
بس خلي بالك اني راجل عاشق لمرته والعاشق ميقبلش چرح حبيبه ولا الإهانة ليها واصل يعني مقابل حمايتي ليك ووقوفي جمبك يستحيل بل من رابع المستحيلات إن رحمة توبقى ح رب أخسرها وعلشان اكده لازم تتحملي اي رد فعل علشان رحمة مش سهلة خالص 
اشت عل داخلها بن ار الغيرة فهي قد أتت وتيقن داخلها أن تنال من قلبه وتجعله يذوب غراما بها وأن تلك المعضلة التي وضعها بها عمها ماهي إلا مركب نجاة كي تنعم بالقرب من ذاك الماهر وحتى معرفتها بخطبته من تلك الرحمة ليست حاجزا صعب هدمه فهي بجانبها تبدوا كعارضات الأزياء بسبب جسدها المتناسق وبشرتها الشقراء وجمالها الذي يجمع بين ملامح الغرب وأصالة الشرق 
ولكن الآن بكلامه عن قوة تلك الرحمة جعل القوة الكامنة التى أعدتها داخلها لمجابهتها هشة ضعيفة وداخلها صار متيقنا ان مهمتها صعبة وبالتحديد وهي ترى عشقها واضحا كوضوح الشمس في كبد النهار في عيناي وكلمات ذاك الماهر ثم أخذت نفسا عميقا وتحدثت بنبرة مستكينة كي لا تفقد من الحيل التي في جوربها مرة واحدة فطريقها طويل ولابد أن تكون على أهبة الاستعداد دائما كي تأخذ الحيطة والحذر وتستطيع صد الھجمات الآتية من غريمتها التي أقهرتها قبل ذاك من مقابلة واحدة 
أنا مش جاية أبوظ حياتك ولا أعمل لك مشاكل وصدقني هتلاقيني زي نسمة الهوا مش هعمل لك مشاكل ولا هفتعل أي حوارات مع مدام رحمة أبدا 
وأكملت وقد تبدلت نبرتها المستكينة إلى أخرى حزينة وهي تومئ رأسها للأسفل وعلامات الۏجع ارتسمتها ببراعة على وجهها 
ربنا يكمل لك على خير ويتمم جوازكم في القريب العاجل 
شملها بنظرة ذهولية من نبرتها الحزينة وكلماتها التي تظهر فيها ۏجعا لن يستطيع تحديد وفهم معناه ولكن الأمر برمته لا يهم فالأهم هو الانتهاء من تلك المشكلة في أقرب الأوقات كي يستريح مع تلك الرحمة العنيدة وكي يشحن طاقة قوة كبيرة يجابه بها جيوش عناد وڠضب وكبرياء رحمته 
ثم أشار إلى غرفة جانبية قائلا لها 
الأوضة دي هتباتي فيها النهاردة لحد ما أكلم إدارة الكومباوند تشوف لك شقة جمبي هنا علطول مؤقتا 
شكرته بامتنان 
بجد مش عارفة أشكرك إزاي ياماهر 
ثم اقتربت منه وفعلت فعلتها التي كانت معتادة عليها معه دائما وهو زوج أختها وحينها كانت طفلة صغيرة ووضعت قبلة على وجنته سريعا ولكن بشفاه تنطق رغبة ولكونه رجل شعر بها 
مرسي جدا ياماهر مش عارفة أشكرك إزاي على وقفتك دي معايا 
تصلب جسده قليلا وفورا أبعدها عنه برفق وهو يتخيل رحمته تنطر له في ذاك الوضع فلأول مرة يشعر رجل الجليد وخط المحاكم ومتصلب المشاعر بالخۏف من أحدهم ولم تكن إلا تلك قصيرة القامة التى لا تكاد تصل إلى منتصفه فعلى الفور قام بتحذيرها 
ممكن اللي حصل ده ميتكررش تاني ولا معايا ولا مع راجل غيري أولا لأننا هنا في الصعيد وغير مقبول الانفتاح بتاعك دي خالص اهنه وثانيا مش هقبل أي نوع من الحركات داي تاني مراعاة لمشاعر مراتي ولخۏفي من ربنا طبعا وده الأهم 
واسترسل تحذيره وهو يشملها بنبرة متفحصة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها
وبعدين انت خلاص كبرتي ياشمس ومبقتيش الطفلة الصغيرة اللي كنت بحملها على رجلي وألاعبها انت دلوك بقيتي بنوتة كبيرة وعاقلة ولازم تخلي بالك من تصرفاتك زين وياي مهما حوصل 
عبثت ملامحها بحزن من تحذيراته ثم تمتمت بموافقة وهي تنظر إليه بمقلتي تش تعل غيرة عليه 
حاضر ولو عايزني أقول لك يا أبيه زي زمان معنديش مانع أهم حاجة متضايقش 
هز رأسه بإيمائة خفيفة وهو يردد برجاء
ياريت اتفضلي ادخلي استريحي 
ثم أخرج الفيزا من جيبه 
اتفضلي الفيزا داي خليها وياكي اشتري
الهدوم اللي محتجاها وأي حاجة نقصاكي 
بس ياريت بعد اكده تشتري هدوم مقفولة ومتكونش قصيرة ولا عريانة
طول فترة تواجدك اهنه انت حافظة طبعي
كويس واني الطريقة المنفتحة زيادة عن اللزوم داي مبستريحلهاش 
وافقته على
طلبه وداخلها أوهمها أنه يغار عليها وتحركت من أمامه بعد أن شكرته
على عطاؤه الزائد معها وعينيها تطير الفراشات منها بعد كلماته وتحذيراته الأخيرة لها 
أما هو صعد إلى غرفته كي يستريح قليلا ويذهب ليلا إليها في منزلهم كي يراضيها 
في شقة عمران وسكون حيث كانت تجلس في تختها وتشعر بالإرهاق الشديد فمنذ عشرة أيام وهي تشعر أن حالتها لم تكن على مايرام ويبدوا أن ما خططت له قد حدث 
دلف عمران إليها وجد وجهها شاحبا وعينيها يبدوا عليها الإرهاق الشديد فهو يتابعها منذ بضعة أيام وسألها قبل ذاك وهي تجيبه أنها بخير ولكن تلك المرة يبدوا عليها التعب الشديد وخاصة حينما رآها تجري سريعا وهي تضع إحدى يدها على بطنها والأخرى على فمها ويبدوا عليها أن ليست بخير أبدا 
لحقها سريعا إلى الحمام وهو يحتضنها من الخلف وداخله حزين لأجل تعبها وهو يهمس لها بجانب أذنها 
مالك ياحبيبي بقالك كذا يوم متغيرة ومرهقة والتعب باين عليك قووي 
أنهت إفراغ مافي معدتها ثم استندت على حافة الحوض وهي تشعر بالإنهاك الشديد ثم أجابته بصوت خفيض وكأن الكلمات لن تستطيع الخروج من فمها من شدة تعبها 
متقلقش علي ياعمرحواسها وأش علت رغبتها به داخلها وصارت غير قادرة على مجابهته وأن تردد مثلما قال فهي تلميذ فاشل في مدرسة عشق العمران ثم هتفت بهمس رقيق يشبهها 
وه ياعشق السنين الكلام الجميل دي كلاته ليا أني وحدي انت متعرفش كلامك دي بيحسسني بايه 
داعب أرنبة أنفها وهو مستمتع بالقرب منها والحديث معها متسائلا بنبرة رجولية 
بإيه ياحبيبي اتكلمي عايز أسمعك كتير 
ابتسمت بمحبة لكونه أنساها تعبها بمعاملته الرقيقة لها لتقول بعيناي يملؤها الشعور بالراحة والفخر لكون ذاك العاشق رجلها 
بيحسسني اني مالكة كل الحب اللي في الدنيا بحالها واني مفيش ست زيي عنديها راجل بيحبها وهيعشقها زيك وان سنيني اللي فضلت أدعي ربنا بقربك مني وانك تحس بحبي ليك مضاعتش هدر وان لو كان طال بيا الانتظار وأني هستناك أكتر من اكده كنت هستنى العمر كله يا عشق سكون 
تنهد قليلا بأنفاس متسارعة من رغبته بها التى يحاول كبتها فهو يحبذ حديثهما ذاك بل ويذوب في بحور عينيها العاشقتين له ثم 
تحدث بما يجول بخاطره وأراد اخبارها به 
تعرفي ان قبل ماأشوفك ومن قبلها بسنين كمان مكانش عندي أي رغبة لأي ست ولا كان ليا نفس أتجوز وأكون بيت وعيلة واللي في سني ولادهم قربوا يبقوا طولهم مكانش عندي أي ولاء للجواز والاستقرار وكان عندي دايما شعور بالفتور ناحية أي علاقة راجل ببنت شافها جميلة وحتى الحاجة زينب كانت دايما تجيب لي صور بنات أو تخليني أشوفهم اجباري اكده لكن تعرفي مفيش بنت منهم شفتها جميلة رغم جمالهم ومفيش بت منيهم حركت لي ساكن رغم إن امي منقياهم بجمال يخلي أي راجل يبصم بالعشرة 
وأكمل وهو يزيح خصلة شاردة علي عينيها وتحجبها عن النظر فيهما بعمق ويضعها خلف أذنها 
معاكي الأمر اختلف أول ماوقعتي وجريت عليك ولقيتك بتنطقي اسمي بيخرج بهمس من بين شفايفك حسيت بقلبي بيرجف بين ضلوعي ومن وقتها وأني بقيت أسير عيون السكون أسير اسم السكون أسير ملامح السكون من وقتها حلفت ماأكون غير ويا السكون ومفيش غيرها ألف ست ولقتني رجعت لك تاني وأني كلي شوق للقاكي وأخترع أي أسباب علشان أتكلم وياكي 
ابتسمت بعشق وسألته 
طب فاكر أول كلمة قلتها لك ايه وقتها 
حرك رأسه بموافقة ثم أسند جبهته بجبهتها مرددا بصوت عاشق 
وه كيف مفتكرش قلتي لي وقتها !
تعمق في النظر بوله داخل عيناها وأكمل بتذكرتها بما قالته في لقائهما الأول 
اوعاك تلمسني ياعمران سكون ميلمسهاش غير محرم أبدا ومن وقتها عمران سلم قلبه بين يدك قبل مايهملك ويمشي 
ضحكت بصوت رقيق وتذكرت ذاك اليوم فهي لم تنساه من الأساس ثم تحدثت بعيناي لامعة بذكريات ستظل محفورة في ذاكرتها 
ياه ياعمران عدى ياجي سنتين على مقابلتنا داي وكانهم ساعتين عارف وقتها مفرقش وياي د مي اللي سايح ولا وقعتي قدام الخلق خالص كل اللي كان فارق لي اني شفتك قدامي وحسيت إن فيه كائن اسمه سكون في الدنيا 
تبسم ضاحكا هو الآخر من قولها ثم ردد 
وأني وقتها كنت مذهول من نظرتك ولا همسك باسمي وقعدت أكلم نفسي ورجلي شكل ماتكون اتسمرت في المكان ومعايزاش تتحرك وكله كوم ولما فقتي ونطقتي اسمي تاني حسيت ساعتها انك علمتي في قلبي وبعدها
مشيت ورجعت ومشيت ورجعت ومقدرتش أفوتك تاني غير وانت نصيبي وقسمتي الحلوة 
داعبت الفراشات عيناها فور تذكرهم للقاهم الجميل يوما من الأيام ثم همست بكلمتها التي أودت بصبر عمران أمامها وجعلته سحبها داخل أحضانه كي يتنعم بقربها 
انت حبيبي اللي هشعقه لحد آخر نفس فيا ومعايزاش حاجة من الدنيا واصل غير ضمتك ليا وحبك الكبير ياعمراني 
سحقها داخل أحضانه المتشبسة بها ثم همس بجانب أذنها 
طلبتيها ونولتيها واني ماصدقت ياقلب عمرانك وقولي لمعدتك وبردها اركني على جنب دلوك علشان عندي رحلة مع حبيبي 
ضحكت بدلال أثاره كثيرا ثم أخرجها من أحضانه وسحبها من يدها إلى جنتهم التي يودون الجلوس بها طيلة عمرهم دون أن يعكر صفو مزاجهم هموم الحياة 
ولكن هل ستتركنا الحياة ننعم بلحظات سعادة أبدية ام ستكمل علينا بالمكتوب وهو عند علام الغيوب 
فلنرى ماذا سيصل رجل عاشق مع امرأة متيمة بغرامه برحلتنا القصيرة تلك 
في منزل آدم المنسي وبالتحديد في الساعة السادسة مساء تجلس تلك المكة أمام إحدى لوحاتها في حديقة منزلهم وشمس الغروب أمام عينيها وعندما تجلس بين الزهور والورود وهي وردة في أوسطهم وتشاهد غروب الشمس تشعر بسحر لا يوصف يأخذك إلى عالم آخر من الجمال والهدوء تبدأ السماء بتغيير ألوانها من الزرقة الفاتحة إلى الأحمر اللامع وتتألق الشمس بأشعتها الذهبية وتغرب ببطء خلف خط الأفق بينما تتلاشى أشعة الشمس وتتلاعب بالسحب في السماء تتغير الألوان بشكل سحري و تظهر درجات مختلفة من الأحمر والبرتقالي والأصفر والبنفسجي مما يخلق لوحة فنية تبهر العيون وتدفئ القلب ومن ناحية أخرى تظهر الانعكاسات الساحرة لأشعة الشمس على سطح الماء مما يخلق صورة آسرة تجعلك تشعر وكأنك في عالم سحري مليء بالجمال والرومانسية 
فهي تحبذ الرسم وبالنسبة لها هوايتها المفضلة 
كانت تنظر إلى اللوحة بعيناي تلمع بالفرحة والإبتسامة من جمالها الآخاذ بعد أن أنهتها ونالت إعجابها بطريقة لاتوصف 
سمعت أصوات سيارة زوجها وهو يغلق بابها ففورا ألقت الستار على لوحتها كي تحجبها عن عينيه ولا يراها فهي تريد أن تجعلها مفاجأة له 
اقترب منها آدم وحقا انبهر بجمالها فهي جسدها امتلئ بعض الشئ وأصبحت أكثر جمالا وجاذبية عن ذي قبل فقد كانت ترتدي كنزة من اللون الأبيض بحمالات رفيعة وشعرها منفرد على ظهرها بطريقة انسيابية رائعة وتضع بعض لمسات التجميل على وجهها مما جعلها أكثر جمالا وترتدي بنطالنا من اللون البينك وصل إليها واقترب منها مقبلا وجنتيها وهو يقف خلف ظهرها محتضنا إياها من الخلف ويداه تضمها لصدرها بحب شديد 
همس بجانب أذنها بطريقة أذابتها وجعلت جميع جسدها يتأثر باقترابه منها ناهيك عن رائحته المسكرة الحابسة لأنفاسها 
هلللو بيبي وحشتيني قووي ياموكتي 
اعتدلت بجلستها ثم نظرت بداخل عينيه مرددة وحشته باشتياق مماثل 
حمد لله على السلامة حبيبي انت كمان وحشتنا قوووي 
اندهش لصيغة الجمع في كلامها فسألها 
وحشتنا مين بالظبط هو احنا عندنا ضيوف ولا حاجة 
تنهدت بأنفاس رقيقة جعلته يشم أنفاسها كأنها أشهى العطور ثم أجابته وهي تشاور بيديها على لوحتها المخبأة التي مكثت فيها أكثر من أربعة أيام ترسمها 
قبل ما أجاوبك على سؤالي مش عايز الاول تشوف رسمتي وتقول لي رأيك فيها 
رفع حاجبه الأيسر ناطقا بنبرة متحمسة 
أخيرا الأميرة روبانزل هتتنازل وتوريني رسمتها اللي أول مادخل تداريها عن عيوني 
مطت شفتيها للأمام بدلال أثاره كثيرا ثم طلبت منه أن يضع يداه على عينيه وان لا يفتحهما قبل أن تطلب منه فنفذ أمرها على الفور وأغمض عينيه السوداويتين ثم رفعت قطعة القماش من على لوحتها ثم قامت من مكانها ووقفت أمامه وسحبت يداه برفق من على عينيه لتقول بنبرة متمنية أن تعجبه لوحتها وان يفهم مغزاها 
ها قول لي رأيك في أول لوحة ليا أرسمها بالعمق دي 
التمعت عينيه بوميض
من الفخر والسعادة لكون تلك الفراشة الرقيقة صاحبة الأنامل الذهبية
رسمت كل ذاك الجمال وهو يهتف بنبرة ذهولية 
واو ايه الجمال ده كله ياموكتي
! ده انت تقعدي الرسامين المحترفين في بيوتهم على كده بقي 
تطايرت الفراشات من
عينيها بسعادة من إعجابه بلوحتها وكلماته الراقية التى عبر بها عن رأيه ثم جذبته من يده وأوقفته أمام اللوحة وهي تسأله 
حبيبي منحرمش طب قول لي مفهمتش حاجة منها 
تعمق النظر في لوحتها كي يستشف منها ماذا تقصد ولكن لم يسعفه عقله أن يصل إلى ماتريد ثم عبث بوجهه وتحدث وهو يحك أسفل ذقنه 
بصراحة مش عارف بس فهمت إن دي لوحة لأم شايلة بنتها وضماها لصدرها بسعادة ونظراتها بتقول انها بتحبها قوووي وملبساها زيها بالظبط وده يدل على أنها نفسها تبقى لوحة مكتملة من الجمال لمامتها 
ابتسمت لفهمه ولكنه لم يصل إليه مغزى ماتريده ثم أخذت نفسا عميقا وسحبت يداه ووضعتها على بطنها ونظرت داخل عيناه وهمست برقة وهي تف جر له مفاجأتها 
يوبقى انت مفهمتش معنى لوحتى 
وأكمل هو وهي تراه ينظر إلى موضع يدها ليده باندهاش والآن أتى بباله مقصدها ولكن لم يصدق حدسه ثم تحدث بنبرة استفسارية بلسان يهتف ببطئ 
انت عايزة توصل لي باللوحة دي إن في بيبي جاي لنا في الطريق 
يارب يكون اللي فهمته ده صح 
ابتسمت ابتسامتها المشرقة التى تنير الكون بأكمله في عينيه ثم أومأت برأسها للأمام وسعادة الكون بأكمله تداعب أسفل معدتها وهي تكشف الستار عن مفاجأتها التي جعلتها طار من السعادة والبهجة من خبرها ذاك 
أنا حامل في بداية الشهر التالت 
نظر إليها نظرة مطولة وعينيها مصوبة أسهم نظراتها العاشقة المغلفة بالذهول على بطنها الذي يحمل جنينه وهو يتأكد من كلامها وكأن عقله في تيهة من الأمر ولم يستوعب مفاجأتها له إلى الآن 
انت بتتكلمي بجد يامكة اوعي تكوني بتهزري هزعل بجد 
أكدت له وهي تحرك يداه على بطنها بحنو 
وه ! ومن ميتى مكة هتكذب عليك ياآدم 
وبعدين المواضيع داي فيها كڈب وحوارات 
أنا حامل في بداية الشهر التالت فعلا 
ثم تركت يداه وجلبت الحقيبة الخاصة بأدوات الرسم وكانت قد وضعت فيها اختبار حملها الذي فعلته لنفسها ثم وجهته أمام عيناه وهي تؤكد له 
اها وآدي اختبار الحمل كماني علشان تتوكد من كلامي 
حملق في الاختبار بعيناي تملؤها السعادة ثم على حين غرة جذبها من يدها ورفعها أرضا وصار
 

انت في الصفحة 6 من 61 صفحات