رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع "حصري"
من صديقي يبقى ايه لازمة اننا نكون اصدقاء لو مفيش ثقة من الأول مش هسمح لحد يكون صديق ليا
نظر لها غير متعجب من منطقها البريء هذا هكذا هي دائما طيبتها تصل لحد السذاجة أمسك كفها بحنان هامسا
أنا بس اللي تثقي فيه يا ضحى
قالها وهو يميل يلثم وجنتها مواصلا همسه
وأنا بس اللي تحبيه في الدنيا دي أنا جوزك وحبيبك وصاحبك كمان
انت بتغير عليا عشان بحب جيجي
أعتبريها كده
واستطرد ينصحها
ضحى أوعديني متعرفيش صحبتك بخططك بعد كده هي أو غيرها خلي كلامك دايما مقتصد مع الناس وعام اتفقنا
ابتسمت تمنحه نظرة دافئة قائلة
حاضر يا ريان أوعدك
شعر بالراحة لوعدها ليعتدل بجلسته يستأنف القيادة مع قوله المتحمس
هو انت مش قلت عندك مشوار مفاجيء
ابتسم بخبث
لأ معنديش أي مشاوير
أدركت أن تهرب من إيصال صديقتها بتلك الحجة لم تعلق شاعرة أنها بالفعل أخطأت بحقه حين فرضت عليه توصيلها فصاحت تشاركه الحماس
طب هتودينا فين
دي مفاجأة يا ضيحا
اتسعت ابتسامتها ثم رمت نظرة على الصغيرة الغافية بيت ذراعيها تقول
متقلقيش حبيبة باباها لما نوصل هصحيها شوية النوم دول هيفوقوها معانا لحد ما نرجع البيت
استرخت على ظهر مقعدها براحة تترقب الطريق وأين سوف يأخذها زوجها
بينما هناك أخرى تقف على الرصيف قلبها يشتعل بالحقد والغيظ لما فعله معها ريان متأكدة أنه تعمد ألا يوصلها لبيتها وتركها في منتصف الطريق تبحث عن سيارة ولا تجدها وازداد الأمر سوءا وتطبيق طلب سيارة الأجرة لا يعمل إلا من خلال النت الذي نفذ رصيده لديها لتنجح أخيرا باصطياد سيارة تقلها للمنزل وبعض الخۏف يعتريها لتأخر الوقت بها
وصله صوتها وهو يختم تلاوته للقرآن الذي اقترب أن يختمه الختمة الأولى مع انقضاء العشر الأوائل من رمضان بإجلال قبل المصحف ووضعه في مكانه ونهض متجها لها وروائح طعامها الشهي تزكم أنفه وجدها ترص الصحون بنشاط و وجه مشرق ليبتسم براحة وقد تغير مزاج زوجته كثيرا منذ سمح لها بالعمل لم تعد تثور وتغضب مثل السابق يبدو أن صديقه ريان كان محق بأن لديها طاقة تحتاج لإفراغها بعيدا عن روتين البيت والصغار
ثم قال وهو يرمي نظره نحو إحدى الصواني
بنت حلال كان نفسي في المكرونة البشاميل
قالت تصحح ظنه بما صنعت
دي لازانية بالبتنجان المشوي والجبنة يا أصيل
كرمش حاجبيه بجهل لما تقوله لتوضح
أنا قلت أجدد واعمل صنف جديد شوفته على النت وقررت أعمله أنهاردة
تسلم إيدك أكيد هتطلع حلوة هستنى آذان المغرب بفارغ الصبر عشان أدوق
ثم وزع النظرات حوله وتحرك نوح الشرفة قائلا
كل يوم تنسي تشغلي فروع النور وقت المغربية أمال أنا معلقها ليه
رمقته دون تعليق منشغلة بتوزيع الطعام في الصحون ترى تصرفه طفولي بعض الشيء لحرصه على إضاءة فروع الزينة كل ليلة خاصتا المعلقة في الشرفة لولا شغفه واهتمامه بتعليقها في أركان البيت كل عام لما اهتمت لمثل