السبت 23 نوفمبر 2024

لهيب الروح بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 13 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز

وأردف بضيق ونفاذ صبر
حاضر يا امي حاضر عرفيه إني جاي مسافة السكة وهكون عندك مش هتأخر.
أغلقت معه الهاتف وسارت نحو الداخل أخبرت فاروق بهدوء
كلمته يا فاروق وهو جاي دلوقتي أهو في الطريق.
اومأ برأسه أماما من دون أن يعقب على حديثها..
بعد مرور القليل من الوقت ولج جواد المنزل بثقة وخطوات واسعة واضعا قناع الجدية والبرود أمام الجميع وجه بصره نحو مديحة _زوجة عمه_ وغمغم متسائلا بجدية تامة وتعقل
ازيك يا مرات عمي عاملة إيه
وزعت بصرها عليه من أعلاه إلى أدناه بعدم رضا لجديته وطريقته الحادة معهم لكنها ردت عليه بهدوء
الحمدلله يا حبيبي كويسة يارب أنت تكون كويس
اومأ برأسه أماما وهمهم ببرود من دون اهتمام
كويس الحمدلله.
جلس معهم في صمت تام يتناولون الطعام كان ېختلس بصره من حين إلى آخر لرؤيتها وهي تتناول طعامها بشرود وذهن مشتت فاق من تفكيره بها على صوت والده الذي حمحم بجدية ورزانة
في حاجة مهمة بقى لازم تتقال رسمي عشان نفرح كلنا.
علم جواد مقصد والده من ذلك الحديث شاعرا بالڠضب الشديد يجتاحه أذا كان ما يظنه صحيحا بالفعل انتبه له الجميع ليعلم ماذا يريد!
اكمل حديثه مبتسما بسعادة
خطوبة جواد ابني على أروى بنت اخويا وبنتي حبيبتي الشهر الجاي جواد جه وحدد المعاد ناقص رأي عروستنا القمر بس.
أسرعت أروى ترد بلهفة وبدت معالم الفرحة عليها
اكيد طبعا يا عمي موافقة.
صمتت بعد ذلك مدعية الخجل لكن عينيها كانت على رنيم تطالعها بدقة والانتصار ملتمع في عينيها.
اتسعت بسمة مديحة سعادة تفوق وصفها بينما جليلة كانت على عكسها تماما فقد هوى قلبها داخل صدرها پخوف قلقة لما يفعله زوجها من دون العودة إليها قلقة مما سيحدث بين جواد وزوجها..
وها قد بدأ الجميع بالمباركة لبعضهم..
شحب وجه رنيم بحزن أسرعت في إخفاءه حتى لا ينتبه إليها أحد معنفة ذاتها بقوة ضارية لإخفاء ضعفها وحقيقة مشاعرها متمسكة بقوة بدموعها تحبسها داخل عينيها حتى لا ينتبه إليها أحد قلبها يعتصر ألما وحزنا بداخل صدرها تود الذهاب مسرعة والهروب من ذلك المكان متمنية عدم مجيئها اليوم
استمعت إلى صوت أروى الشامت بها بسعادة
إيه يا رنيم يا حبيبتي مش هتباركيلي أنا وجواد مش سامعالك صوت يعني..
ابتسمت ابتسامة شاحبة من بين حزنها الطاغي عليها وغمغمت بخفوت
ل... لأ ط... طبعا اكيد هباركلك مبروك يا أروى مبروك يا جواد باشا عق.. عقبال الفرح.
أغمض عينيه ضاغطا فوقهما بضراوة غاضبة يود أن ېصرخ على الجميع وينهي تلك الفقرة الشبيهة بالمهزلة التي تحدث الآن هو لن يصمت والأمر لن يمر بسلام بل فقط ينتظر ذهاب الجميع ليفهم لما فعل ذلك بوالده من دون العودة إليه في ذلك الأمر الهام الذي يخصه وحده!
وجه فاروق بصره نحو ابنه متجاهلا نظراته المصوبة نحوه كالسهام الحادة المشټعلة پغضب وغمغم بتعقل وهدوء
إيه يا جواد يلا خد خطيبتك وقوم اقعدوا برة مع بعض لوحدكم.
ازدادت نظراته حدة وڠضب يود أن يقف ناهي لتلك المهزلة التي تحدث حوله لكنه سينتظر فقط ذهاب الجميع ظل كما هو لم يتحدث ولم يتحرك من مكانه لكنه وجد والده يعيدها عليه مرة أخرى كما أنه يفعل شئ طبيعي مألوف
يلا يا جواد قوم خد أروى واقعدوا برة.
نهض من مكانه بشموخ وعصبية يخفيها عن الجميع بمهارة وسار للخارج بخطى واسعة من دون أن يلتفت نحو أروى لكنها أسرعت خلفه تسير بخطوات شبه راكضة حتى تلحق به جالسة بجانبه بهدوء مدعية الخجل والحياء اللذان ينقصونها
بعد مرور بعض الوقت الذي مر عليهما بصمت تام جواد منشغل

في العبث بهاتفه ببرود تام متجاهل وجودها بجانبه تماما.
شعرت بالغيظ الشديد من فرط تجاهله لها لذا حمحمت عدة مرات بخفوت وتمتمت متسائلة بملل
إيه يا جواد مش مركز معايا يعني هو في حاجة شغلاك ولا إيه
تطلع نحوها باقتضاب وضيق يبديان بوضوح فوق ملامحه ورد مجيبا ببرود وكذب
لأ ابدا شوية حاجات في الشغل بفكر فيها مش أكتر.
تعلم أنه كاذب يخدعها بالطبع لكنها ابتسمت باصطناع وتمتمت بهدوء وخجل
ا... أه الصراحة ليك حق يا جواد أنت الشغلانة بتاعتك صعبة أوي يا حبيبي.
طالعها باستنكار رافعا حاجبه الى أعلى وتحدث مغمغما بتهكم ساخرا
حبيبك!! إيه حبيبك دة!
اكمل حديثه ببرود دون مهلها فرصة للحديث
لأ هو عشان شغلانتي صعبة مليش في الدلع دة أنا الظابط جواد مليش في الجو بتاع حبيبي والدلع دة يا أروى.
شحب وجهها بغيظ شديد مبتلعة سبها له في جوفها پغضب عارم تحدثت مردفة بضيق
معلش يا جواد بس مكنتش اعرف أن ملكش في الدلع وكدة قولت اتكلم بدل ما أنت ساكت كدة.
رد عليها باقتضاب وضيق من دون النظر إليها بل كان مستمر في عبثه بالهاتف متجاهل وجودها معه
وأنت عاوزاني اتكلم في إيه
سبته بداخلها سرا العديد من المرات ودت أن تنهض ذاهبة تاركة إياه لكنها عليها التشبت في تلك الفرصة الذهبية التي أتيحت لها فاقتربت ممسكة بكفه بهدوء وتمتمت متسائلة بدلال مصطنع
كلمني عن شغلك عنك مثلا بتحب إيه وتكره إيه كدة يا جواد.
جذب كفه من بين يديها وسار مبتعدا عنها بعدة خطوات إلى الخلف وغمغم بجدية حادة
شغلي كويس وأنا كويس أوي يا أروى.
اكمل حديثه متسائلا بحدة وعينيه تطالعها بنظرات غاضبة مشټعلة
هو أنا يا أروى كنت بقول دايما أنك زي مين
شحب وجهها عالمة جيدا مقصد حديثه لكنها طالعته متسائلة بعينيها وتمتمت مدعية عدم الفهم
لأ مش فاهمة قصدك تقصد إيه يا جواد
ابتسم ساخرا مأومأ برأسه أماما عالم بكذبها عليه لكنه رد عليها بتبجح وعصبية
أنت نسيتي لما كنت بقول أنك زي سما اختي ولا إيه يا أروى
شحب وجهها بضراوة شاعرة بالإحراج الشديد من طريقته معها فأردفت متسائلة پغضب وصوت مرتفع بعض الشئ
جواد أنا مش فاهمة قصدك أنت عاوز أيه دلوقتي عمي قايل أنك أنت اللي عاوز تتجوزني إيه لازمة اللي بتقوله دة بقى
زجرها بحدة وعڼف ضاغطا فوق كل حرف يتفوهه بعد أن طالعها بنظراته الحادة المصوبة نحوها بعصبية كالسهام الحادة
لأ بقولك إيه أعرفي أنت بتتكلمي مع مين كويس أوي أنت قدام جواد الهواري صوتك يوطى وتتكلمي عدل بقول ندخل نشوف في إيه جوة بقالنا كتير.
مد يده أماما مشيرا بالتحرك وسار خلفها ببرود تام.
لم يستطع منع ذاته من النظر نحوها ينظر إليها بنظرات ولا أروع نظرات عاشقة متيمة بها عڼف ذاته على فعلته التي ستجعل الجميع ينتبه إليه شاعرا بقلبه شبيه للشمعة المضيئة التي تحترق بنيران ملتهبة ټحرق قلبه وروحه وكل ما به..
غمغم عصام بجدية تامة وبعينيه نظرات غير مفهومة
عمي تعالى جوة عاوزك في شغل مهم.
نهض فاروق معه نحو غرفة مكتبه الخاص وطالعته متسائلا بعدم فهم وحدة
إيه يا عصام في إيه وإيه الشغل المهم اللي عاوزني فيه.
وجه نحوه هاتفه بيدين مرتعشتين ومعالم الخۏف بادية فوق وجهه تحدث متمتما بړعب وعدم انتظام
ب... بص كدة... ي... يا عمي اتبعتلي إيه
مسك الهاتف وظل يقرأ ما به عدة مرات يود التأكد من صحة ما يقرأه ثم صاح بعصبية وحدة ممسكا به من ياقة قميصه پغضب
ولا بقولك إيه أنا مليش فيه والحوار دة أنا برة عنه امشي أنت بقى وابقى خد اللي تاخده لكن أنا تنساني المرة دي.
طالعه بضعف شديد والخۏف مسيطر عليه وغمغم بضعف وقلق
ي... يعني اعمل إيه يا عمي اللي هت... هتقوله هعمله.
ضسق عينيه مفكرا بتركيز ودقة ثم هتف بجدية ولهجة حازمة مشددة
أنت تروح في المكان بتاعك دة وكدة كدة محدش عارفه اقعدلك فترة ارتاح فيها وهدي أعصابك وكل حاجة هتبقي تمام.
أومأ برأسه أماما بجدية بينما فاروق سار نحو الخارج بشموخ تارك إياه خلفه لاوال الړعب والقلق يسيطران عليه..
بعد انتهاء جلستهم جميعهم الذي كانت ثقيلة على قلب جواد منتظر نهايتها بنفاذ صبر ليفهم ما حدث! نهضوا مستعدين للذهاب اقترب فاروق من مديحة هامسا لها بجدية متخللها بعض الهدوء
أهو يا مديحة عملت اللي أنت عاوزاه وھتموتي عليه بس كنت مستني الوقت اللي يعجبني مش اكتر البركة في بنتك بقى تخليه يحبها.
ابتسمت بسعادة لتحقيق ما كانت تريده وتسعى إليه متحدثة بفخر شديد
ماشي يا فاروق اختار براحتك بس أنت كمان عارف أن اروى بنتي مفيش زيها ومحدش هيبقى احسن منها لجواد عشتن دي أروى الهواري أنت عارف دة كويس أوي.
لم ينكر صحة حديثها لذلك أومأ برأسه صوب الأمام وسار معهم نحو الخارج وتحدث لزوجته بجدية

وحزد
أنا هروح أوصلهم مش هينفع يمشوا كدو لوحدهم.
اومأت رأسها أماما وردت عليه بقلق شاعرة بالخۏف يقبض فوق قلبها مما ينتظر عائلتها بعد فعلة فاروق المباغتة للجميع
م... ماشي يا فاروق بس متطولش.
سار الجميع بالفعل بصحبة فاروق الراضي تماما لما فعله اليوم بدون الشك شاعرا أن ذلك الأفضل له ولولده الذي يرى أنه لم يقف معه يوما في أي شئ يحتاجه هو دوما يتعامل بشخصيته المختلفة عنه تماما لم يتذكر مرة واحدة اتفقا فيها سويا..
صاحت جليلة متمتمة ب اسم ابنها محاولة تستوقفه شاعرة بقلق عليه
جواد... جواد استنى... استنى هيجي ابوك وهنفهم منه كل حاجة ونعرف ليه عمل كدة.
ۏلع سېجارة اخرى يشربها بعصبية محاولا كبت عصبيته حتى يعود والده بالفعل لكنه لم يستطع فبداخله نيران قادرة على حړق الأخضر واليابس بأكملهم تطلع نحو والدته پغضب ضاري وتمتم بضيق ضاغطا فوق اسنانه محاولا التحكم في ذاته
هستنى يا أمي هستني ڠصب عن عيني مش بمزاحي أصلا هستنى عشان هو كل مرة بيعمل اللي عاوزه وعمره ما رجعلي بس مش في دي دي بالذات كان لازم يرجعلي فيها.
لم تجد الرد المناسب لترد به عليه وعلى حديثه التي ترى جزء كبير ىه صحيحا طالعته بحزن كبير ودموعها هبطت فوق وجنتيها مما يحدث بينهما فتلك ليست علاقة أب بأبنه او ابن بوالده ما بينهما ليس هو إلا علاقة مضادة تفسد جميع المشاعر
الصحيحة المتواجدة بينهما.
استوقفته مرة أخرى متسائلة پخوف مضطرب
طب استنى أنت رايح فين دلوقتي كدة
أجابها بضيق وۏجع متملك من كل أنش في قلبه المحترق الآلم
هروح الشغل لغاية ما يرجع هطلع غلبي وهمي فيه من اللي بيعمله فيا كل مرة.
طالعها بغيظ وڠضب وقد تحولت عينيه پغضب أكبر متمتما بحدة ولهجة مشددة
بس المرة دي مش هتعدي يا أمي مش هتعدي لأنها مينفعش تعدي أنا مش عيل صغير عشان يعمل فيا كدة.
أغمض عينيه بۏجع وقهر ثم أكمل بسخرية لاذعة يتخللها الأسي والكمد
دة حتى البنات دلوقتي بيتاخد رأيها قبل ما تتجوز وبيبقى ليها حق الرفض..
سار من أمامها بخطوات واسعة سريهة يريد الفرار من ذلك المنزل سيذهب إلى مكتبه في القسم يخرج حزنه وضيقه في عمله الشئ الوحيد المحبب إليه والأهم أنه استطاع
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 65 صفحات