السبت 23 نوفمبر 2024

قطة في عرين الأسد للكاتبة سمرة

انت في الصفحة 8 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز

فى حاجه .. وأنا مش قصدى أتكلم ناشف بس دى طريقتى وده اسلوبى
ثم عادت تنظر الى الحاسوب قائله 
ان شاء الله التصميمات هتدخل المطبعه من
بكرة .. وخلال 3 أيام بالظبط هتكون كل حاجة جاهزة وتقدر حضرتك تستلمهم فى أى وقت
وقف قائلا 
تمام أوى .. حابب أتكلم مع أستاذ عماد شوية .. متعرفيش هو فى مكتبه ولا لا
نظرت اليه قائله 
لأ معرفش .. تقدر حضرتك تسأل السكرتيره
أومأ برأسه قائلا 
تمام .. ومتشكر مرة تانية
بعد ربع ساعة .. قامت مريم وحملت حقيبتها قائله 
سلام بأه أنا ماشية
قالت مى دون أن ترفع عينيها عن حاسوبها 
سلام يا مريم
سألتها مريم 
مش هتروحى
قالت مى بحنق 
شوية كده .. لسه عندى شغل
قالت وهى تتوجه الى الباب 
طيب سلام أشوفك بكرة
خرجت مريم من باب العمارة لتجد خالد يقوم بركن سيارته .. شعرت بالضيق من تلك الصدفة التى جمعتها به ثانيا .. حاولت السير فى طريقها .. لكنه رآها وأقبل عليها يوقفها قائلا پغضب 
بأه حته بتاعه زيك ترفض تمسكلى الحملة بتاعتى .. ليه فاكره نفسك مين .. انتى متعرفيش أنا مين ولا ايه يا بت انتى
نظرت اليه پحده ائله 
مسمحلكش تتكلم معايا بالإسلوب ده
قال بسخريه 
نعم .. متسمحيليش .. هو أنا محتاج اذنك .. أنا حالا هطلع لمديرك وأخليه يشوف شغله معاكى .. عشان تعرفى ازاى تبقى محترمة وازاى تتكلمي مع الناس المحترمة
قالت بصرامة 
أنا محترمة ڠصب عنك .. ومش محتاجة حد يعلمنى ازاى أبقى محترمة
استشاط ڠضبا وقال 
انتى ازاى تتكملى معايا كده .. انتى اتجننتى فى عقلك
سمع طارق جزء من الحوار عندما خرج من بوابة العمارة وهم بالتوجه الى سيارته لكن صوت الصړاخ جذب انتباهه واسمتع الى جزء من الحوار واقترب منهما قائلا 
فى حاجه يا آنسه مريم
نظر اليه خالد قائلا 
انت مين انت كمان .. متخليك فى حالك
همت مريم بالمغادرة لكن خالد وقف أمامها قائلا 
استنى أنا لسه مخلصتش كلامى
قالت بصرامة 
وأنا معنديش استعداد أسمع منك حرف واحد .. عندك مشكلة اعرضها على أستاذ عماد ومتضطرنيش أتصرف معاك تصرف ميعجبكش
صاح غاضبا 
انتى فعلا اتجننتى فى عقلك .. انتى فاكرة نفسك مين يا بنت انتى ما تفوقى لنفسك
وقف طارق فى وجهه قائلا 
لأ لحد كدة وكفاية .. ازاى تتكلم معاها كده
الټفت اليه خالد قائلا 
وانت مالك انت .. مالك وملها
قال طارق بحزم 
انا خطيبها عندك اعتراض .. يلا اتفضل امشى
شعرت مريم بالدهشة لادعائه بأنها خطيبته .. لكن كان هذا كفيل بأن يرحل خالد وهو يرمقها بنظرات غيظ .. همت مريم بالمغادرة لكن طارق أوقفها قائلا 
هو بيضايقك ليه
قالت بتوتر 
عشان رفضت أمسك الحملة الإعلانيه بتاعة شركته
نظر اليها مستفهما 
ورفضتى ليه
قالت بإقتضاب 
عشان انسان مش محترم
ثم قالت دون أن تنظر اليه 
بعد اذنك
أوقفها قائلا 
طيب تعالى اتفضلى معايا وأنا أوصلك
وجهت اليه نظرات ڼارية لكنها حافظت على هدوء صوتها قائله 
آسفة مبركبش مع حد .. بعد اذنك
انصرفت مريم فى طريقها وعينا طارق تتابعانها لفترة ثم ركب سيارته وانطلق فى طريقه
جلست مريم كالعادة على الأريكة أمام التلفاز دون أن ترى حقا ما يتم عرضه أمامها .. كانت فى عالم آخر .. تلقى نظرة كل فترة على الساعة المعلقة على الحائط .. وكالعادة تأهبت عندما اقتربت الساعة من الثانية عشر بعد منتصف الليل .. وتوجهت الى حقيبة الرسائل وأخذت تبحث عن الخطاب الذى يحمل رقم 54 .. دقت 
حبيبتى مريم .. كيف أنت الآن .. أتهتمين بنفسك حبيبتى .. أم عدت الى اهمال نفسك وطعامك مرة خرى .. أعلم أنك لا ترفضين لى طلبا ولا تعصين لى أمرا .. لذلك إن كنتى تحبينني بالفعل فستهتمين بنفسك أكثر .. كيف حالك مع الله .. أتواظبين على قراءة وردك أم تتكاسلين .. أعرف جيدا أن حبيتى لا تتكاسل عن فعل الخير .. لكنى أذكرك فحسب .. لا تقطعين خيرا تفعليه .. وارمى سهما فى كل خير
تجديه .. حبيبتى طلبى هذا الإسبوع هو زيارة صغيرة منك الى والدتى .. التى أشفق عليها وعلى حالها .. أعلم أنها زيارة لا تفيد .. لكنى أريدك أن تقومى بها .. من أجلى يا مريم .. حبيبك ماجد
ضمت الجواب الى صدرها واستنشقته لعلها تجد رائحة ماجد وقد علقت به .. ثم أضافته الى باقى الخطابات فى درج الكمودينو .. أنهت قراءة وردها ووضعت المصحف بجوارها وأغلقت النور .. ظلت شاردة قليلا .. وعزمت فى الصباح على تنفيذ ما طلبه منها ماجد .. زيارة والدته التى تعيش فى أحد دور المسنين .
حاول مراد النوم لكنه شعر بالأرق ففتح الشرفة ووقف فيها .. همت والدته بغلق شباك غرفتها عندما رأته .. فتوجهت الى غرفته وطرقت الباب .. فتح لها مراد ودعاها للدخول .. قالت 
شوفتك من شباك أوضتى عرفت انك صاحى
مش جايلى نوم
جلست أمه على أريكة فى الغرفة

وجلس بجوارها قائلا 
عمتو عامله ايه دلوقتى
نظرت اليه بتمعن قائله 
كويسة .. بس مش هى اللى قلقانى
قال بقلق 
سارة و نرمين كويسين
قالت بنبرة ذات معنى 
أيوة كويسين بس انت اللى مش كويس يا مراد
قال مراد بهدوء 
ليه مش كويس ليه ما أنا زى الفل أهو
نظرت اليه أمه بعتاب قائله 
مش ناوى تفرحنى يا مراد و تتجوز وأشوف ولادك وأطمن عليك قبل ما أموت
قال مراد على الفور 
ربنا يبارك فى صحتك وفى عمرك يا أمى
قالت بإصرار 
رد على سؤالى .. ناوى تتجوز امتى .. ناوى تفرحنى بيك امتى
قال مراد بضيق 
أمى لو سمحتى مش حابب أتكلم فى الموضوع ده
قالت أمه پحده 
يعني ايه مش حابب .. انت هتفضل ډافن نفسك بالحيا كده لحد امتى .. مفيش فى حياتك غير شغل وبس
قام مراد بعصبيه وقال 
وأنا مش حابب يكون فى حياتى غير الشغل وبس
نهضت ووقفت فى مواجهته قائله 
لأ .. أنا مش ممكن أسمحلك تضيع شبابك كده
قال مراد بنفاذ صبر 
أنا مبسوط كده
هتفت أمه 
بس أنا مش مبسوطة يا مراد .. ولا انت مبسوط .. ده أنا حتى مبشوفكش بتبتسم .. انت مفيش حاجه بتعملها ولا بتفكر فيها غير شغلك .. حياتك فاضية يا مراد
قال مراد بحزم 
لأ مش فاضية انتى وسارة و نرمين وعمتو ملينها عليا
قالت أمه پحده 
مراد .. دور على عروسه .. ولو مش لاقى قولى وأنا أدورلك .. عايزه أشوفك متجوز يا مراد وعندك بيت واسرة
قال مراد بمرارة 
ما أنا اتجوزت يا أمى .. اتجوزت
رقت ملامح أمه وقالت بحزن 
مش كل البنات يا ابنى زى ......
قاطعها قائلا پعنف 
لأ كلهم زى بعض .. ميفرقوش حاجة عن بعض .. كلهم عينه واحده .. وأنا مش ممكن أذل نفسي لواحده فيهم .. ولا يبقى لأى ست تأثير عليا
قتربت أمه منه تحاول تهدئته فقال پحده 
لو سمحتى يا أمى .. متفتحيش الموضوع ده تانى معايا .. أنا مش هتجوز أبدا .. مهما قولتى ومهما عملتى .. وده قراري ومش ممكن أغيره أبدا
نظرت اليه أمه بأسى وأستسلام .. ثم غادرت الغرفة فى صمت .. جلس مراد على فراشه وهو يغطى وجهه بكفيه ثم قام ودخل الشرفة مرة أخرى وجلس على أحد المقاعد شاردا .. فى ظلمة الليل البهيم .
الفصل الخامس. من رواية قطة فى عرين الأسد
استيقظت مريم فى الصباح التالى وقد عزمت على زيارة والدة ماجد كما طلب منها فى خطابه الذى قرأته بالأمس .. خرجت وركبت المترو كالعادة وتوجهت الى أحد دور المسنين .. دخلت غرفة والدة ماجد لتجدها 
هى عاملة ايه دلوقتى 
قالت العاملة فى اسف 
زى ما انتى شايفه .. مبتتكلمش ولا بتستجيب لأى علاج
قالت مريم بحزن 
مواظبين على العلاج بتاعها
أيوة من يوم ماجت واحنا بنهتم بيها وبحالتها .. ودكتور الدار كمان مهتم بيها لانها صعبانه عليه .. بس اظاهر انها هتقضى باقى أيامها وهى كده .. لانه بيقول انها مبتستجبش للعلاج نهائى
ألقت عليها مريم نظرة متألمه ثم التفتت للمرأة قائله 
طيب ورجلها
برده يا بنتى لسه ما بتقدرش تمشى عليها .. لا بتتكلم ولا حتى بتتحرك من مكانها .. ربنا يكون فى عونها
جلست مريم قبالتها على الفراش وتحدث اليها قائله 
ماما .. ازي صحتك .. انتى مش عارفانى .. أنا مريم
لم تجد أى استجابه من المرأة .. فانحنت عليها تقبل رأسها وملامح الألم مرسومة على وجهها ثم توجهت مريم الى غرفة مديرة الدار وقالت لها 
مينفعش أخدها تعيش معايا
قالت مديرة الدار 
لو خدتيها يبأه تخلى بالك انها محتاج معاملة خاصة .. واهتمام 24 ساعة لانها مبتقدرش تعمل أى حاجه لنفسها .. انتى متفرغة
قالت مريم بأسف 
لأ بشتغل .. وللأسف مضطرة أشتغل
قالت مديرة الدار 
يبقى مش هتعرفى تهتمى بيها يا بنتى .. مينفعش تتساب لوحدها .. لازم مرافق ليها 24 ساعة .. من رأيى خليها هنا أفضل .. لانك مش هتعرفى تهتمى بيها الإهتمام المطلوب
قالت مريم پألم 
طيب وحالتها الصحية .. مش ممكن تتحسن
والله ده علمه عند ربنا .. بس هى مفيش عندها أى استجابة للعلاج .. ولا بتتفاعل حتى مع غيرها من المقيمين هنا .. ولا بتحاول حتى تتفاعل معاهم .. على طول لوحدها .. هى سامعة وشايفة كل حاجة .. بس مفيش استجابة .. واضح ان صډمتها كانت شديدة أوى
دخلت سهى مكتب سكرتيرة خالد وقالت لها 
أنا عندى معاد دلوقتى مع البشمهندس خالد
قال ببرود 
الحمد لله اتفضلى
جلست وأخرجت ملفا من حقيبتها وقالت 
أستاذ عماد قالى آجى لحضرتك وأشوف تفاصيل الشغل اللى حضرتك عايزه
قال بنبرة متعالية 
أيوة لانى مش هاجى شركتكوا تانى.. يعد كدة حد منكوا هو اللى يجيلى هنا وأشرحله اللى أنا عايزه .. لان اظاهر انكوا مبتعرفوش تختاروا الناس اللى بتشتغل فى الشركة .. وأنا لولا سمعتكوا فى السوق وجودة شغلكوا أنا مكنتش اتعاملت معاكوا تانى
ابتسمت سهى قوالت 
أنا مش عارفه حضرتك مضايق مننا ليه .. بس عامة أنا واثقه ان حضرتك مش هتضايق من شغلك معايا
ثم ضحكت قائله 
هى مريم معلش قفل

شوية فممكن يكون ده ضايقك
قال بهدوء 
دى مش قفل .. دى قليلة الأدب
ابتسمت قائله 
معلش يا بشمهندس حقك علينا .. وان شاء الله هعملك أحسن من الشغل اللى كانت هتعمله مريم
ابتسم قائلا 
اما نشوف
جلس الأربعة رجال معا على طاولة الإجتماعات فبدأ طارق فى الحديث قائلا 
أنا شايف ان هى دى مواصفات المنتج اللى احنا عاوزينه
أخذ الجميع يتفحص ما أمامهم من قطع ملابس .. قال سامر 
انا كمان رأيي كدة يا طارق وكمان دراسة الجدوى اللى عملناها بتقول ان الأرباح هتكون مضمونة ان شاء الله
قال حامد 
يعني رغم انى لسه عند رأيي الأولانى اننا نريح دماغنا ونشتغل للطبقة الراقية .. بس دراسة الجدوى اللى اتعملت شجعتنى بصراحة .. وأنا شايف زيكوا ان المنتج ممتاز زى ما احنا عايزين
الټفت طارق الى مراد قائلا 
وانت يا مراد ايه رأيك
قال مراد 
ممتاز يا طارق ..

انت في الصفحة 8 من 76 صفحات