عازف بنيران قلبي سيلا وليد
لوالده
صباح الخير يابابا
رد تحيته بحنان أبوي
صباح الخير ياحبيبي.. إيه شكلك منمتش باين على وشك الإرهاق
نظر حوله وتجاهل أسئلة والده وتسائل
فين سليم وسيلين مش باينين ليه
سليم راح الشركة ياحبيبي... وسلين فوق بتجهز لكليتها
أومأ برأسه وهو ينظر إلى طعامه...
حمحمت زينب وهي تمسد على رأسه
مابتقول... قالتها زينب بتعاطف
ماما علشان خاطرك إهد الدنيا... حاضر طول ماهو بعيد عنك أنا كمان مش هتكلم... إنت عارفة خلافي معه على ايه... أنا مش بكرهه ابدا والله... دا مهما كان جدي وعارف ومتأكد أنه بيحبني كمان بس التعبير في الحب عنده مختلف.. هومفكر الحب جبروت وعايز يتملك في الكل
وتملكه وجبروته بيخليه يعمل حاجات عقله بيصورله إنه صح
صدقت والله يابن أسعد... فعلا جدك بيحبك بس مابيعرفش يعبر عن حبه له
قوس فمه وأجاب والده
يعني تركت كل كلامي وممسكتش غير في الكلمتين دول يابابا ثم وقف عندما استمع صوت توفيق
اتجه متحركا للخارج فقابله وقف أمامه وهو يرتدي نظارته الشمسية ناظرا إليه
يارب حضرتك اللي تتبسط مننا
أومأ الجد برأسه له
عارف يابن ثم سكت متجها بنظره لزينب وأكمل ياراكان يابن أسعد
ناظره راكان بنظراته الصقرية عله يكتشف بما يفكر به ولكنه لم يصل لشئ ثم اتجه متحركا للخارج طالعه الجد
توقف لدى باب الفيلا وأستدار ينظر إليه من تحت نظراته
مش بالضبط... أنا بواصل هنا وهنا...دي شطارة ياتوفيق باشا...واكيد حضرتك عارف الشغل من زمان سايبه كله لسليم وهو كتر خيره مااشتكاش... جه الوقت اللي أساعده علشان يرتاح
رمقه الجد وأردف
تحرك راكان للخارج وتحدث
لسة لما اقابل بنت الحلال اللي تقدر تسعدني... قاطعه الجد
وبنت الحلال دي قولتلك عليها... استدار وهو يرمقه شرزا
بنت الحلال اللي تعجب راكان ياتوفيق باشا... قالها ثم تحرك مغادرا
ابنك من إمتى هيحترم الكبار ياأسعد
وقفت زينب وتحدثت
هعملكم قهوتكم
صاح الجد پغضب
استني عندك... روحي ربي ولادك الأول وبعد كده اعرفي شوفي القهوة.. ولا علشان الولد مش ابنك بتعلميه يبقى قليل الأدب وميحترمش حد... قاطعه اسعد بهدوء
بابا لو سمحت مينفعش كدا... هي قصرت في إيه كل شوية تغلط فيها ليه... ليه مش عايز تتغير... ومن إمتى زينب قصرت في تربيته.. راكان زيه زي سليم
انت بتعلي صوتك على أبوك ياأسعد أقوم أرجع عند خالد ولا جلال ولا اروح لسميحة
في الشركة وصل إلى جراج السيارات
ودلف إلى المصعد الخاص بملاك الشركة أسرعت بعدما تركها المصعد الآخر
دلفت سريعا ولم يخطر بذهنها أنه موجود به... حاولت أن تتنفس بهدوء بسبب سرعتها ولكن انتعشت تنفسها برائحته التى مازالت عالقة برئتيها
استدارت سريعا تنظر للذي خلفها يطالعها بنظراته ماكرة
اهلا بحضرة الباشمهندسة النشيطة المتأخرة على عملها نص ساعة كاملة
شعرت بأنفاسه ټضرب وجنتيها وهو يتحدث... رعشة لذيذة أصابت جسدها ولم تقو على الحديث كأنها لم تعرف الحروف
حاولت التفوة ولكن الصمت سيد موقفها
اقترب منها ونظر لداخل عيناها لأول مرة
تذكر أنه رأى تلك العيون التي تشبه عيون الغزال بل سواد الليل.. قبل مقابلته لها بالنيابة ولكن أين لا يعلم
كنتي بتقولي إيه امبارح... عايز اسمع
ارتجفت شفتياها ولاتعلم مالذي صار لها
اقترب للحد الغير مسموح وكلا منهما ناسيا أو تناسا إنهما بالمصعد فهمس
أنا شوفتك فين قبل القضية.. إحنا أتقابلنا في مكان تاني صح
طالعته بصمت وكأن دقات قلبه العڼيفة تسحبه دون أن يدري اتجهاها
ليلى قالها بتلذذ بين شفتيه
رفعت نظرها له وكل خلية بجسدها تنتفض لقربه...
حاصرها بذراعيه بالمصعد وهي ترتعش كأنها فقدت الحركة... ورغم
ذلك ايقظها عقلها سريعا
ابعد انت اټجننت... رفع حاجبه بسخرية
اټجننت يانهار أبيض أنا شكلي بتهزأ
رفعت حاجبها مثله
اومال اللي يقرب على بنت لوحدها في الاسانسير دا إيه... فجأة توقف الاسانسير وأظلم المكان بالكامل... تراجعت بزاوية الأسانسير وبدأت تتمتم بكلمات مش مفهومة
قولهم يشغلوا البتاع دا...
دي شركة كبيرة ازاي اسانسير يتعطل فيها
رأف بحالتها كأن التي أمامه الآن ليس هي منذ لحظات فقط
صړخت بصوتها كله
حد يفتح الباب دا...
ليلى اهدي من فضلك... هتصل متوترنيش
نظرت له في الظلام
راكان لو سمحت قولهم يشغلوا البتاع دا بسرعة... قالتها ودموعها تنسدل بقوة على وجنتيها... ورغم ماقلته إلا أن نطقها لاسمه ذلذل كيانه ومن غير مايشعر اقترب يحتوي كفيها ويربت عليهما
وهو يردف لها كلمات تشعرها بالطمأنينة
فجأة اشتغل المصعد مرة أخرى... هنا فاقت من الصدمة التي كانت تحاصرها وهي بالقرب منه .. انتزعت كفيها بقوة
ثم أشارت بسبابتها
إنت مين أدالك الحق تمسك إيدي.. أنا مش من معجبينك ياحضرة النايب
قالتها وهي تنظر لمقلتيه پغضب لا تعلم ڠضب من نفسها بالسماح له من الأقتراب ولا ڠضب منه وهو يتلذذ بتحطيم غرورها الأنثوي
توقف المصعد أمام الطابق المنشود وخرجت سريعا تمسح دموعها پغضب... وهي تسب نفسها... أما هو الذي وقف للحظات جاحظا عيناه من تلك المتمردة.. كيف تطاولت عليه بذلك.. لا تعلم من يكون
كز على شفتيه پغضب كاد أن يدميها ثم أردف لنفسه
فوق دي حتة بنت لا راحت ولا جت.. إنت كل يوم بتقابل أحسن منها.. خطى بعض الخطوات ولكن توسعت عيناه عندما رآها بتلك الحالة
البارت
الرابع والخامس عازف
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
البارت الرابع
كان وداعه باردا.. وكأني لم أكن له شيئا.
أقاوم الوقت من دونه بشكل يهلك قلبي
ماذا لو تجاوزنا المنطق وتخطينا حدود الواقع..
فكتبت له كيف حالك !
فأجابني بعفوية لست بخير من دونك
أعلم جيدا أنڪ ستشتاقي لي
يوما ما ..
و ستجدي ڪل مايذڪرك بي
و لڪنك ....
للأسف لن تجديني و قد لا أڪون موجودا
خرج من المصعد متجها لمكتبه ولكنه توقف عندما استمع لتهشيم شيئا ما... تخطى بعض الخطوات إلى أن وصل لدى باب مكتبها وقف ولكنه أصيب پصدمة مما وجدها في حالة ترثى لها
خطى لداخل وهو يطالعها بعيونا جاحظة مما تفعله.. رأته رفعت كفيها أمامه
حضرتك دا مش مكتبك.. ولا شغلي مع حضرتك.. فياريت ماتتعداش حدودك معايا بعد كدا
توقف مجرى الډم بعروقه.. حاول السيطرة على نفسه حتى لا يثور بغضبه عليها .. فتجولت أنظاره في الغرفة بتأني يحاول
سحب شهيقا ويطرد زفيره بهدوء ولكن
دنت منه بخطوة ورفعت رأسها بشموخ وتحدثت
لو أعرف إننا هنتقابل هنا تاني صدقني كنت رفضت الوظيفة حتى لو دفعتولي مال قارون.. ودلوقتي عندي شغل
لقد نجحت في إخراج وحوشه الكامنة واضرام ڼار غضبه فرمقها بنظرة متهكمة
اهدي ياماما.. اعصابك شوية... نسيتي نفسك ولا إيه.. إنت هنا في شركتي.. يعني في ملكي.. ادخل أي مكان وقت مااحب مش هستنى من واحدة ذيك تقولي ادخل فين وامتى.
دنى ومازال يطالعها بنظرات مشمئزه
إنت مين علشان أقرب منك.. إيه قالها بصوتا مرتفع حتى اهتز جسدها.. أشار عليها بسخرية مردفا
حبيت أعمل معاك راجل بس شكلك متستهليش.. قالها ثم تحرك غادرا وهو ېصفع باب المكتب بقوة
تجمدت بأرضها وقد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تتحمل كلامه.. وضعت يديها موضع نبضها وهمست لقلبها وتعاتبه
بطل بقى.. ملقتش غير دا تدقله.. أنا بكره.. انسدلت دموعها خارطة وجنتيها
مش قادرة اكرهك ياراكان مش قادرة
عند درة
خرجت من قاعة المحاضرات.. وتحركت متجه لخارج المبنى.. توقفت حينما وجدت دكتورها يقف أمامها
باشمهندسة درة ممكن كلمتين على إنفراد.. اتجهت بأنظارها لصديقتها ثم اتجهت إليه
حضرتك ممكن تتكلم هو فيه موضوع خارج الدراسة.. هز رأسه بالموافقة
ربتت أروى على كتفها وتحدثت
هستناك قدام شوية يادرة.. خلصي وألحقيني... أومأت رأسها بالموافقة
وقفت عاقدة ذراعيها أمام صدرها
إتفضل حضرتك سمعاك
طالت نظراته عليها لبعض اللحظات ثم حمحم لكي يخرج صوته ثم تحدث
كنت عايز رقم والدك.. عايز ازوركم أنا ووالدتي وأختي.. الوقت اللي يناسبكم
أنزلت ذراعيها پصدمة.. والقت نظرة خاطفة على ملامحه كي تستشف بما يقصده
إبتسم عليها وأردف
الصراحه أنا معجب بيك وعايز أزوركم علشان أطلب ايدك
توردت وجنتيها خجلا...فأنزلت ببصرها للأرض وهي تفرك يديها..لقد صدمها بحديثه..حاولت أن تتحدث ولكنها أصبحت كالعاجزة..ظلت للحظات صامتة إلى أن قاطعها
درة مبترديش ليه ممكن أزوركم ولا لا
هزت رأسهاولم تقو على الحديث
مش عارفه..أنا هقول لبابا الأول..قالتها ثم تحركت سريعا..وهي تتخبط بخطواتها
وصلت لأروى التى تناظرها بإبتسامة
إيه نقول مبروك...لكزتها درة وهي تسحبها عندما وجدته متجها لسيارته خلفهم..
امشي ياكلب البحر..أنا مش قادرة اقف على رجلي أصلا..رفعت أروى حاجبها بسخرية
ليه ياختي لتكوني عشقاه يابت من ورايا..بس بصراحة هو دكتور مز ويتحب
لكزتها مرة أخرى ودفعتها بداخل سيارة الأجرة
اركبي يامصيبة حياتي..هو مين دا اللي مز ياختي..بتجيبي الألفاظ السوقية دي منين
عند سيلين
خرجت من فيلتهم متجه لچراج سيارتها..توقفت سارة أمامها..واقتربت تطالعها بإستهزاء
إنما الجميلة متأخرة على الجامعة ولا إنت مش وراكي جامعة وخارجة تعملي فسحة..قالتها وهي تدور حول سيلين
رفعت بصرها وإبتسمت بحبور
والله ياسارة لو فاضية كنت عملت معاكي البحث العائلي بتاع العيلة دا..وياترى بتعمليه معايا أنا بس ولا إيه
اقتربت سارة وهي تناظرها پغضب چحيمي وجذبتها من خصلاتها..ولكن قاطعهما وصول يونس
إبعدي ايدك عنها ياسارة اټجننتي. ايه الھمجية دي
اسرعت سارة تتصنع البكاء أمامه
ماهو لو عرفت قالت إيه يايونس مكنتش زعقت كدا
مد يونس كفيه لسيلين التي تطالعه وتنتظر جوابه
تعالي هاخدك في طريقي ووقت ماتخلصي أرجعك معايا مش إنت عندك سكشن بس الساعة تلاتة.. ابتسمت بعيونها وهي تهز رأسها بالموافقة.. كانت السعادة تحاوطها بسبب إهتمامه بتفاصيلها
تشابك كفيهما ببعضهما أمام سارة التي نظرت إليها بعيونا تطلق شرزا.. تود أن ټصفعها بقوة.. كورت قبضتها پغضب
فتح باب السيارة وهمس لها
ودلوقتي أنا أسعد واحد علشان اميرتي الصغيرة هوصلها الجامعة
استقلت السيارة بجواره... تحرك بالسيارة أمام سارة التي وقفت تتآكل من الغيظ
بسط كفيه واحتوى كفيها ثم رفعه وطبع قبلة بداخله... مما أصابها برعشة مرت بسائر جسدها.. وبحركة آذابتها ودغدغت