مذاق العشق للكاتبة سارة المصري
بطء وهى تقول
طيب كنت جاى ليه بقا ياريت تتكلم فى الشغل
حك رأسه بكفه يجيبها في بساطة
كنت جاى اشوف واحدة شبهك وطلعت انتى اصلا مينفعش يكون فيه حد شبهك
اخذت تدق على المكتب باصابعها الرفيعة
هذا الوقح المستفز فى طريقه لجعلها ټنهار وتفقد اعصابها وتصرخ بحبه بدورها وكأن كل هذه السنوات لم تمر
بالطريقة دى
ابتسم في عبث
بجد
رحمها دخول مريم فى تلك اللحظة وهى تقول في عملية
الاجتماع جاهز يا فندم
نهضت فى تثاقل قد نجت بالفعل منه فلو بقيت أكثر معه لا تعلم ماالذي بامكانه ان يحدث
بخطوة واحدة كان امامها ووضح امامه ارتباكها واهتزاز حدقتيها من قربه هذا
هى لن تتمالك كثيرا ابدا فليذهب الى الچحيم رائحة عطره القديم الذي اختارته لها بنفسها تداعب أنفها متلاعبة على ما تبقى من أعصابها من تماسك ابتسامته القديمة تتلاعب على شفتيه وهو يخبرها في همس مرهق لمشاعرها المضناه
وذهب تاركا اياها تتخبط من جديد
تتخبط فى عشقه
فى شوقها اليه
فى مشاعرها التى لم تتغير قيد انملة
لازلت غارقة فى حبه حتى النخاع
لا تنكر انها اختارت الاڼتقام كوسيلة للتقرب منه فكرامتها كأنثى ترفض التقرب منه بأى وسيلة اخرى
وطريقة اخرى جاءت امامها بالمصادفة فقد تعودت منذ فترة على اصطحاب مازن الصغير الى النادى لاداء تدريبات السباحة الخاصة به وفى يوم ذهبت اليه لتعود به الى المنزل فوجدته يلهو مع طفل يبدو فى الرابعة من العمر او الخامسة ضيقت عينيها للحظات تتأمل الصغير واقتربت منه لتقطع شكها باليقين قائلة وهى تجثو على ركبتيها تربت على شعره الناعم
رد الطفل بابتسامة ذكرتها على الفور بابتسامة سحرتها لسنوات واوقعتها صريعة مشاعر لم يسبق لها ان عرفتها سوى على يد يوسف البدرى وكما توقعت جاءها الرد
ادم يوسف البدرى
ابتسمت ايلينا فى خبث ربما كان لديها الفرصة الان فى التلاعب باعصاب ابيه قليلا كما فعل معها من قبل اخذت مازن وادم الصغير معها بسهولة فجميع من فى النادى يعرفونها جيدا ولا يمكنهم الشك بها
راقبت ادم الصغير
كم يشبه ابيه في كل شىء حتى حينما يرفع حاجبه في نزق هكذا
دمعة لمعت فى عينها
كم تمنت لو كان هذا الطفل منها
لا يمكنها ان تصدق ان دماء يوسف اختلطت بدماء امرأة اخرى من الجيد أن القدر كان اكثر رحمة فالصغير لم يحمل من ملامح جينا اى شىء بل كان نسخة مصغرة من ابيه
لاتنكر انها احبته ولا يهم تحت اى مبرر يمكنها ان تصنف مشاعرها
هل لانه ابن حبييها ونسخة منه وجزء من روحه
ام لان الطفل الوديع يستحق تلك المشاعر عن حق
نظرت فى ساعتها لتجد الوقت قد تأخر بالفعل
ابتسمت فى خبث وهى تخرج هاتفها تدير رقم يوسف قائلة فى نفسها
افتكر كدة كفاية اوى عليه زمانه ماټ من القلق
اتاها رده ربما من قبل ان يرن الهاتف كانت نبراته هادئة تماما بل فاجئها
وحشني صوتك
ابعدت الهاتف عن اذنها ونظرت اليه فى حيرة قبل ان تعود لتلصقه على صدغها من جديد وهى تفكر منذ متى واصبح بهذا البرود
طفله من المفترض ضائع وهو يتغزل بها نست كل ما كانت تخطط له لتسأله فى ضيق
هوا ابنك فين يا يوسف
اتاها رده بعد لحظات
فى البيت هيكون فين
هو لايعرف اذن تبا له ولاهماله
صاحت به فى ڠضب لم تستطع اخفائه
فى البيت فى البيت ازاى يعنى انت روحته بنفسك كلموك فى البيت قالولك ان ابنك موجود وروح من النادى
سمعت انفاسه تتسارع ليهتف بعدها فى ارتباك واضح انت تقصدى ايه ابنى جراله ايه يا ايلينا انطقى
صمتت للحظات
كم تمنت ان تتلاعب باعصابه قليلا و قلبها الابله رفض ذلك وبشدة لتجيبه فى هدوء
تعالى نادى ابنك معايا
وفى دقائق كان هناك
بحث بعينيه عنها وقبل ان يخرج هاتفه ليعرف مكانها بالضبط وجدها والطفل تعلو ضحكاته حتى بلل حجابها بلعابه
ابتسم يوسف فى حزن لكم تمنى ان يكن طفلها هي يعلم انها كانت ستصبح اما رائعة
حرمها من هذا الحق حين فقدت جنينها بسبب صډمتها فيه
نعم فقد علم الحقيقة بأكملها من زين
ظل لدقائق يمتع عينيه بمراقبتهما حتى لمحها تنظر الى ساعتها وتخرج هاتفها فتوقع انها ستهاتفه
تنهد فى عمق وذهب اليهما
لم يقفز ادم من حجرها ليستقبله كما تعود ان يفعل كلما رآه بل نظر الى ايلينا فى تردد لتنزله هى قائلة فى حب بينما تربت على شعره
يلا يا حبيبى يلا عشان تروح مع بابى
هبط الصغير فى بطء وتردد ليقترب من يوسف الذى حمله وقبله فى سعادة قبل ان ينظر الى ايلينا يسألها في
عبث واضح
ابنى ايه اللى جابه معاكى يا ايلينا
فركت يدها و تمنت ان تخبره بما خططت له لټحرق اعصابه ولكنها تراجعت وهى تتأفف
ابنك معاك يا يوسف وخلصنا خلاص وياريت تاخد بالك منه
ابتسم بينما كانت توليه ظهرها وتمسك بيد مازن والتقط ذهنه ما كانت تخطط له فشاكسها ليثير غيظها
كويس انك انتى اللى بدأتى الخطوة دى واتعرفتى على ادم عشان لما نرجع لبعض الولد يكون
قاطعته وهى تلتفت له فى حدة
بطل غرور يا يوسف كل الموضوع انى كنت عاوزة اردلك اللى عملته قبل كدة بس انا للاسف فاشلة ومقدرتش لازم تعرف انى لاعمرى هسامحك ولا
ماما
همسة ضعيفة من ادم الصغير قطعت هتافها فنظرت اليه فى دهشة اختلطت ببعض من الحنان والعطف ليواصل بلهجته الطفولية
ليه مش كنتى انتى ماما انتى اكلتينى ولعبتى معايا انا بحبك
ازدردت ريقها محاولة اخفاء الحرارة التى سرت فى جسدها من جراء كلمات هذا الصغير فقد ترجم بالفعل ما تمنته بدورها حتى وان نفته بداخلها مئات المرات اما يوسف فكاد ان يوسع ابنه تقبيلا على تسهيله لمهمته دون وعى فهز كتفيه وهو يبتسم لها
طالع لابوه هوا كمان بيحبك
اتسعت حدقتاها بشدة وزمرت شفتيها بينما هو يراقبها بتلذذ مانعا نفسه بصعوبة من فكم اشتاقها فالتى تقف امامه هى ايلينا حبيته المشاكسة الخجول العنيدة الحنون كل شىء ونقيضه
هى معشوقته القديمة دون اى زيادة او نقصان وقوفها امامه اكثر من ذلك يعد امرا فى غاية الخطۏرة فسيطرته على نفسه بدأت تتلاشى
رفعت ايلينا نظرها اليه اخيرا وقالت فى صوت متلعثم انت هتفضل وقح
ولم تزد حرفا
اخذت بيد مازن وجرته خلفها فارة من يوسف البدرى وسحره وتأثيره بينما هو تنهد فى قوة وهو يقبل رأس ولده الذى واصل حديثه الساذج
ينفع بابا تبقى هيا ماما
ابتسم يوسف
لقد وقع الصغير بدوره تحت تأثيرها كما وقع ابوه من قبل
مسح على رأسه مجيبا فى حنان
ان شاء الله لازم يا ادم لازم كدة كفاية اوى
نعم فجينا لم تعد تصلح اما من الاساس
هاتفها فى الطريق ليسألها عن طفلها
اخبرته انه فى غرفته وحين طلب منها ان تتأكد من هذا الامر عادت اليه تخبره بكل برود وكأنهما يتحدثان عن حلقة فى برامج المواهب ان المربية اخبرتها فى الصباح ان السائق الذى سيحضر ادم مريض وان عليها ان تذهب بنفسها لاحضاره ولكنها نست الأمر تماما
اعتذرت بسخافه عن هذا ليتوعدها يوسف ويلعن نفسه على خطأة الفادح الذى جعل جينا هذه اما لطفله
فى ليلة ساحرة اقيم حفل زفاف ملك وخالد اهتمت ايلينا بالاشراف بنفسها على كل تفاصيله
دعت اليه كبار رجال الاعمال واعلنت عنه فى الصحف والمجلات كما هو المتبع
كم تمقت تلك المجاملات السخيفة واجواء الاحتفالات الصاخبة ولكنها مضطرة الى تحملها لاكمال هذه المظاهر
محاولات بائسة تحاول بها ان تتأقلم على جو رجال وسيدات الاعمال التى اصبحت منهم
تابعت بابتسامة هادئة رقصة البداية بين خالد وملك لاحظت همساته فى أذنيها وخجلها وهي
تزاحمت حولها الذكريات حتى تلاصقت ببعضها فكونت سياجا منيعا منعها حتى عن التنفس
حنين جارف لايمكنها مقاومته وهى تتذكر كل لحظة عاشتها معه
كل لحظة قضتها بين ذراعيه
كل لمجعد
تجزم بأنه كان اكثر رجال هذه الارض حنانا ولكن تنهدت بعمق وهى تحاول ان تتخلص من هذه الذكريات التى ستأخذها الى الچحيم
چحيم أشعله قربه
انسحبت فى هدوء الى حديقة القصر لتتنفس بعيدا عن هذا الصخب
جلست على الارجوحة الواسعة امام المسبح
شعرت بخطوات خلفها ضيقت عينيها فى تفكير اهى خطواته
اما لازالت الذكريات تتلاعب بها
هى تميز خطواته عن اى خطوات اخرى وكأنها بصمة خاصة به
أخذت نفسا عميقا وماذا عن رائحة عطره ايضا
لا يوجد رجل يستخدم هذا العطر سواه فهو يختلط برائحته الخاصة وكأنه قد خلق له
لن تلتفت ابدا
اقتربت خطواته اكثر واكثر حتى اصبح حقيقة واضحة يجلس الى جوارها على ارجوحتها وينظر امامه قائلا فى هدوء مستفز
بقا يبقا عندكو فرح ومتعزمنيش
التفتت اليه وعادت تنظر امامها
وانت ايه اللى جابك
ضحك قائلا
هوا ده الاتيكيت برضه ده انتى المفروض دلوقتى سيدة اعمال كبيرة
نظرت له هذه المرة فى تمعن لتسأله في وضوح
انت عايز ايه يا يوسف
امسك يدها فى غفلة منها وهمس في شوق
انتى عارفة انا عايز ايه
ڠضبت من نفسها لتلك الارتعادة التى انتقلت لكفها لمجرد لمسة منه فسحبت يدها محاولة اخفاء مشاعرها لتنهره في حدة
متنساش نفسك ومتنساش انى خلاص مبقتش مراتك ومش من حقك انك
قاطعها فى جدية
انتى مصدقة مصدقة ان مبقاش فيه حاجة تربطنا
نهضت فى بطء وهى تقول
ايوة يا يوسف انا كمان اتجوزت بعدك لو كنت نسيت
قالتها رغبة فى اثارة غضبه وغيرته التى تعرفها جيدا ولكنها تفاجئت به ينهض فى هدوء
اتجوزتى عيبك يا حبيبتى انك مش عارفة ان مفيش حاجة بتستخبى فى البلد دى والكل عارف ان جوازك من من احمد عزام كان على ورق لمجرد انه واثق فيكى ده سافر تانى يوم كتب الكتاب
نظرت الى مياه المسبح محاولة القاء اى كلمة تثير به غيظه وتهدم به ثقته التى تستفزها تلك
انا كنت معاه الليلة دى قبل ما يسافر
ابتسم وهو يدقق النظر بها فى ثقة
كدابة كدب الابل يا حياتي
عضت على شفتها
عليه اللعنه هو وضعفها امامه
واصل وهو يقترب اكثر
انتى متقدريش تكونى لحد تانى غيرى زييى
بالظبط مش انا بس لحد دلوقتى اللى لسة شايفك مراتى
ابتسمت فى تهكم
اومال جينا تبقا ايه
رد فى حزن
انا متجوزتش حد غيرك ابدا
واضاف فى حسم
وللمرة المليون بقولك ان اللى حصل كان ڠصب عنى
عقدت ساعديها وهى تقول بعدم تصديق
ولما هوا ڠصب عنك مخليها فى بيتك ليه
أجابها فى ثبات
عشان مبقتش فارقة من بعدك مفيش ست ممكن يكون لها مكان فى حياتى فخلاص خليها جنب ابنى
كلمة ابنه من امرأة اخرى اثارت