رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر كاملة
ويتضخم.. لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب..
.
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما زعلانة وبتعيط
حفصة بس ماما علمتنا ما نقولش لبابا حاجات تزعله أبدا في التليفون.
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده .
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة بتعب ولاد وبنات عمنا التانيين
أبرار ماتزعلوش يابنات.. أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا.. يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي..
وإما أنتهت رحلتها معه..
إلى الآبد..
_______
نوفيلا_عيون_معصوبة
بقلم_دفنا_عمر
الحلقة_الثالثة
_______
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا.
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمة..تتسائل بصوت العقل الهامس هل ستربح معركتها مع غفلته المظلمة وتجتذبه لفضاء بصيرة ضاوية لا يريد يونس إدراكها مكتفيا بطاعة عمياء تعصب عيناه عن حقيقة ما تكابده هي والصغار من ذل ومهانة وحرمان..
_ عايشين.
جاء صوتها فاتر لينعقد حاجباه بقلق
_ عايشين انتي بتتكلمي كده ليه هو في حاجة حاصلة معرفهاش ولا لسه زعلانة عشان موضوع الفلوس اللي ببعتها لأمي
مازال صوتها يكتسي ببرود ثلج لا يذوب فيهدر عليها
_ رضوى مالك!! لحد امتي هتعامليني بالبرود ده كل اما اكلمك تنادي البنات وتختفي وماتكلمنيش.. انتي ماقولتليش ليا كلمة حلوة من وقت ما نزلتي..
يابنات.. تعالو بابا عايزكم على التليفون
هكذا صاحت على صغارها متجاهلة عتابه ليزداد حنقه وتشابك حاجبيه بحيرة وضيق من حالها الغير مفهوم..
ابتسم رغما عنه لصغيرته قريب يا حفصة.. عاملة ايه يا روح بابا وفين اخواتك..
_كويسة استني هناديهم ونتصل بحضرتك كاميرا..بقالك كتير مش شوفتنا..
بعد قليل اتصلوا عليه بمكالمة فيديو وما ان أبصرهم حتي تعجب شحوبهم ونحافتهم..خاصة الصغيرة حفصة التي فقدت الكثير من وزنها.. ألا يأكلون
أبرار ابدا يا بابا والله.. بس زهقنا من الفول والطعمية والجبنة القريش.. نفسنا في بيتزا وكنتاكي وحاجات كتير ماما مش بتجيبها..
رهف هو ماينفعش نرجع نعيش معاك تاني يا بابا..محدش هنا بيسأل علينا ولا عمو حسان ولاعمو وائل كمان.. في حاجات زعلانين منها بس خايفين نقولك تزعل وماما قالت لينا مش نقولك كلام يزعلك.
رهف وكمان ماما قالت مش هنجيب لبس عيد عشان مفيش فلوس..أول مرة يا بابا نعيد من غير هدوم جديدة أنا واخواتي.
جحظت عيناه ولا يصدق ما يسمعه من ألسنة الصغار..!
ما الذي يحدث كيف لا يسأل عنهم أحد
أين شقيقاه حسان ووائل ولما يشكون من والدته
أيعقل ألا تحبهم كما يقولون
ولما لا تلبي رضوي لهم احتياجاتهم كاملة وهو يرسل لها مبلغا كافيا ويفيض وهو يعلم هذا..
_ هاتو ماما اكلمها وسيبونا لوحدنا شوية.
قالها بتجهم فابتعدوا وأتت تجيبه ببرود نعم..
_ ايه اللي انا سمعته ده
_ اللي هو ايه
جز علي أسنانه رضوي ماتعصبنيش وتردي سؤالي بسؤال البنات بتقولي كلام غريب عن ماما انها مش بتحبهم .. وليه مش بتشتري ليهم اللي نفسهم فيه ومخلية شكلهم كأنهم جعانين.. حتى انتي نفسك وشك غريب.. وليه كمان مش هتجيبي لبس العيد للبنات ايه اللي حاصل معاكم فهميني..
_ أسأل الأسئلة دي لمامتك اللي بعتلها فلوسنا وخليتها تتحكم فينا والنتيجة اهي قدامك..
_ تاااني يا رضوي تاني
ماما مالها بيكم.. الفلوس بتوصلكم وانتي اللي بتصرفي.
تهكمت بقولها
_ أنا اللي بصرف محصلش سعادتك.. أكتر من 500 جنية مش بمسك في أيدي.. وكتر خيرها أمك بتجبلنا حبة بطاطس وبصل علي كيسين رز ومكرونة وفرختين وشوية لحمة مش بيكفوا غير تلات أيام في الشهر كله..
_ انتي بهزري صح
_ لو شايف اني بهزر يبقي بهزر يا يونس..
مسح علي وجهه ليخفف من ثورته واشتعاله ثم قال رضوي حبيبتي انا ببعتلك 5000 جنيه وماما كل شهر بتوصلهم ليكي..هي بتأكدلي ده.
_ وأنا بقولك محصلش.. امك بتديني 500 جنيه وبتاخد الباقي ليها..بتسرقك وحارمة بناتك من خيرك وانت حي على وش الدنيا يا يونس.
_أخرسي.. أمي مستحيل تعمل كده انتي كدابة..
طالت نظرتها العاتبة البائسة إليه ثم أغلقت المكالمة والهاتف بأكمله وراحت غرفتها تجلس بشرود كما كانت
وعداد صبرها تتقلص أرقامه..
النهاية أتية..
وهي تنتظر ما سيؤل إليه الحال..
__________
حمم تفور وتكاد تسيل من رأسه بعد ما قالته زوجته
أمعقول والدته تسرق قوت صغاره وتحرمهم من خيره كما قالت رضوي هل تخدعه وتكذب عليه
لما تفعل هذا وهو ابنها وحبيبها