رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر كاملة
أنت اللي في ايه يا يونس. هو القرش اللي وفرته بعد نزولنا جاي تفرتكه كده
ابتسم ونظر لصغاره من خلال زجاج النافذة ليطمئن عليهم ثم عاد يناظرها قائلا أنا صحيح نزلتك انتي وبناتنا عشان اوفر قرشين ونختصر الغربة.. بس اكتشفت إن مهما وفرت مافيش حاجة تساوي بعدكم
عني انا اتبهدلت لما سكنت مع ناس تانية.. كنت تعبان ومش واخد راحتي لا في نومة ولا لقمة ولا قاعدة هادية.. وفي نفس الوقت انتي والبنات عشتوا تجربة صعبة بسبب امي..لازم اعوضكم اللي فات..عشان كده قررت من هنا ورايح مش هفارقكم وهترجعوا معايا تاني..
لثم كفها مع قوله أيوة يا رضوي هاخدكم تاني الحمد لله إقامتكم لسه سارية.. هنرجع سوا وحتي لو حوشنا نص اللي كنت هحوشه مش مهم مادام هتكونوا تحت جناحي.. ها ايه رأيك في المفاجأة بقى
صاحت وهي تجفف دموعها من فرط تأثرها احلى مفاجأة في الدنيا انت محيت كل زعلي ربنا مايحرمني منك يا يونس ويخليك ليا ولبناتنا..
_ طب مابلاش انا ووفر قرشين كفاية فرحت بناتك.
_ والله ابدا.. هتنزلي تختاري أسورة حلوة زي ما كان نفسك قبل كده بعد ما أسورتك ضاعت..
مكثت تنظر له بحب فهمس بأذنيها وفري النظرات الحلوة دي لما نروح بيتنا ويلا ننزل للبنات.
تنتظر عودته بفارغ الصبر لتستميله إليها مرة أخري..غضبه منها يسلب النوم من عيناها ولا تشعر براحة..يونس أول فرحتها.. أحن وأبر أبنائها عليها.. لم يعصاها يوما.. وفي المقابل ماذا فعلت كسرته وضللته وحرمت بناته من عزه.. وذلت زوجته التي للعجيب لم تحاول الٹأر لكرامتها والتزمت الصمت.. سترمم علاقتها بهم مرة أخري.. ستكف عن ما كانت تفعل..لن تؤذيهم ثانيا..
شوفتي بقى ازاي خليتك احسن من اختك اللي خطيبها جبلها خاتم دهب في عيد ميلادها.. أنا جبتلك غويشة زيادة عشان تتبسطي يا ياقلبي.. لأ وحاجة تقيلة ومعتبرة وتملى العين..
_ عصفورتك ولا غرابة خشت علينا بالخړاب يا ابن ال
بقي بتستغفلني انت والبرص اللي خاطبها يا وائل بتلبس امك العمة يا واد و تخدعني وتقولي تاجرت مع صاحبي وخسړت وساعديني ياما واتصرفي ياما واتاريك صارفهم علي الصرصارة خطيبتك وجايبلها دهب بفلوس اخوك وشقاه وتعبه ياكلب ياخسيس ياناقص..
انهت ثورتها بصڤعة قوية علي وجهه أردته للخلف بضعة خطوات وهو ينظر لها بذهول غاضب خاصتا وهاتفه مازال مفتوح بينه وبين خطيبته التي تسمع مايحدث لتلتقط والدته الهاتف هادرة اسمعي يا بت انتي.. الغويشة اللي المحروس جابهالك بفلوس اخوه تكون عندي انهاردة وإلا قسما عظما لاجي لحد بيتك اشرشحك انتي وأهلك وانتم عارفين أم يونس لما تقول يا شړ ممكن تعمل ايه.. سامعة يا بت ولا لأ!
ثم أغلقت بوجهها الهاتف والتفتت تنظر لولدها ببغض وعيناها مغرورقة لكنها تماسكت مغمغمة ياخسارة تربيتي فيك يا وائل.. يونس كان عنده حق أما قالي اني دلعتك لأنك أصغرهم وماشوفتش أبوك لما اتولدت.. بأيدي دي طلعتك أناني مابتحبش غير نفسك.. أنا اللي خليتك تطمع في اخوك وتتركن عليه.. أنا السبب واستاهل ان ابني يزعل مني.. ابني اللي عمره مازعلني ولا اتأخر عني في طلب.. بسببك ظلمته وظلمت بناته وأهانت مراته وذليتها.. بسببك مش قادرة ابص في عيونهم من الخجل.. ودلوقت بلوتي زادات أضعاف بعد اللي عرفته.. الله يسامحك يا وائل.. الله يسامحك يا ابني..الله يسامحك..
_ جرى ايه في الدنيا يعني لما عملت كده.. مش طول عمرك تقولي اللي معاه يدي اللي ممعهوش يونس معاه كتير فيها ايه لو أخدت منه شوية مش اخويا
_ لا يانضري.. لما تاخد من شقاه عشان ترسم نفسك قصاد خطيبتك يبقي تعمل ده من شغلك وتعبك.. ولو يونس حنين ومش بيرفض طلب ده مش معناه اننا نحلبه من غير رحمة.. يقف جمبك ويساعدك لما تكون عملت اللي عليك واشتغلت وعافرت.. لكن انت علي حس اخوك تشتغل يوم وعشرة قاعد ورامي كل الحمل عليه.. بس الغلط مش فيك.. لأ.. كله مني.. وزي ماخليتك كده انا هعرف ازاي اربيك من جديد يا وائل..وبكره تشوف..
واستأنفت بقسۏة لم تحدثه بها يوما
الغويشة هتيجي