رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن
امشي حالا وظافر موجود بلغه كل طلباتك!
استقل سيارته ومر جوارها يطالعها وقبل أن يختفي منحته نظرة قاسېة اعلمته كم صارت تمقته بعد خداعه لها..فقدت عيناها الطيبة التي كانت تجذبه إليها..وكم ټأذى من هذا الشعور وتلك النظرة..ليته أخذ فرصة ليخبرها بنفسه وتكون نقطة بصالحه لتغفر له..لكن حبال الكذب قصيرة وهشة..تمزقت..وذبخ بنظرتها الكارهة..كيف له أن يعيد لها طيبتها معه وثقتها به!
فلا مجال لخسارة جديدة!
______________________
في سويسرا..!
أيهم_ ألف مبروك شقتك الجديدة يا رائد
_الله يبارك فيك..مش عارف اشكرك ازاي انت وميرا على تعبكم معانا في فرش الشقة!
_مافيش تعب بين الاخوات..والله انا زعلان انكم مش هتكونوا معانا بعد ما اتعودنا عليكم!
ميرا_ أه والله انا اتعودت على رودى..بس مقدرش انكر حقها في الخصوصية..عموما هنروح من بعض فين..اكيد هنتقابل دايما..!
_ربنا يقومك بالسلامة يارب!
..............
بعد مغادرة شقيقه وزوجته لاحظ عبوسها على غير العادة فدنى منها وتسائل_ مالك يا رودي مكشرة ليه مش فرحانة اننا اخيرا استقرينا في بيتنا زي ما كنتي عايزة
_فرحانة طبعا بس.....
ترددت فأعاد سؤالها_ بس ايه ياحبيبتي
في انك طول الوقت عمال تهزر مع ميرا وتكلمها برقة وتشكر فيها ومش واخد بالك من نفسك!
رفع حاجبيه بدهشة_ نعم هو ده اللي مزعلك زعلانة عشان بشكر مرات اخويا على تعبها في فرش الشقة بدالك عشان ظروفك مع الحمل انتي مچنونة يا رودي
_انا أصلا ماكنتش عايزاها تتعب معانا وقلت هنجيب خدامة تظبط الشقة معايا
رمقته بعين مغرورقة وصمتت..فمسح بكفيه على وجهه بإرهاق ثم اقترب مغمغما ببعض الهدوء_ انتي ساعات بتعبي على حاجات تافهة ومش مفهومة يا رودي وبتفقديني اعصابي!
اطرقت رأسها وهمست_ خلاص يا رائد انا أسفة..يمكن من تعب الحمل بتصرف بغرابة..!
كذبت هاتفة_ مافيش!
همت بالابتعاد فحاوطها بذراعيه وظهرها يلتصق بصدره مستأنفا مشاكسته_ لأ في..اعترفي انك غيرتي عليا..صح!
لم تجيب فأدارها إليه_ بتغيري عليا من مرات اخويا
_واغير من النسمة.. من الهوا..من اي حاجة واي حد..ڠصب عني مش بمزاجي..انا بحبك اكتر من نفسي يا رائد!
انتعشت بعد أن لمست بكلماته عشقه وحنانه هاتفة بدلال_ طب اتفضل بقى شيلني لحد سريري عشان تعبانة وعايزة انام!
استنكر وهو يشير لبطنها المنتفخ_ اشيلك ببطنك دي انتي عارفة وزنك بقى كام يا رودي
ضحكت ومازحته_ لاحظ ان كلامك جارح!خلاص هروح انا لوحدي لأن فعلا ضهري تاعبني وعايزة افرده وانام شوية!
وقبل أن تتحرك خطوة أخرى رفعها بذراعيه بغتة فشهقت مع قولها_ ايه ده انا كنت بهزر معاك..نزلني انا عارفة اني تقيلة عليك دلوقت يا رائد!
برقت عيناه بخبث_ عيب عليكي ولو وزنك قد كده مرتين هشيلك ثم همس بنبرة أكثر خطۏرة أذابتها_ وبعدين مش لازم نبارك الشقة الجديدة..وأوضة نومنا الجديدة..وسريرنا الجديد..!
ومع كل كلمة يطبع قبلاته على وجهها وكل ما يطاله منها وخطواته تتهادى لغرفتهما ثم عبر بها واغلقه بقدمه ليكمل معها مراسم احتفالهما الأول بمنزلهما الجديد..!
______________________
_شارد في مين يا ترى
الټفت لوالدته مبتسما_ عادي يا ماما مش شارد ولا حاجة
_هتخبي عليا.. مافيش حد خاطب ومش بيسرح في خطيبته!
بالفعل كان يشغله حال بلقيس كيف سيكون حين تحدث مع طبيبها أخبره انها تمر بمرحلة نفسية هامة وكأنه يلوح لشيء يجب أن تتخطاه بمفرده.. يشعر ان الطبيب صار غامضا أكثر من زي قبل يخبيء شيء..ولا يمتلك هو سوى الانتظار مترقبا القادم معها بقلق..هل ستخرج من تحت عباءته..لن تحتاج لعطره او معطفه ليشعرها بالأمان بعد الآن..حقا كان يريد لها هذا الاستقلال النفسي..لكن شيء بقلبه يكره هذا البعد..يكره تخليها عن أنامله وهي تتشبث به كالطفلة..شيء داخله كان يتلذذ بهذا الضعف فيها..لكن لن يكون أناني..ولن يدخر جهدا لتصل لأخر المطاف وتتحرر من كل قيد..حتى لو كان هو ذاته قيدا سيلعلمها كيف تتخلص منه! سيفي بوعده حتى لو كان الثمن بعدها عنه إلى الأبد..!
_مش بقولك سرحان..وادي الدليل قاعدة جمبك وانت في عالم تاني خالص!
التقط كفها ولثمه مبتسما_ معلش يا ماما في حاجة شغلاني فعلا..بس انا معاكي اهو عايزة تكلميني في ايه
_عايزاك في كل خير ياحبيبي..!
واستطردت_ فاكر لما حكيتلي عن بلقيس وقولتلك اني مش مرتاحة وهحطها تحت الاختبار وهعرفك رأيى النهائي بعدين
عقد حاجبيه بتوجس_ أيوة!
اتسعت ابتسامتها وواصلت_ دلوقتي ببلغك رأيى بعد ماشوفتها هي وأهلها كام مرة..البنت كويسة جدا حتى قلة كلامها احيانا حسيتها ميزة..يعني بنت عاقلة تليق برصانتك ياحبيبي..ده غير لقيت فيها اكتر ميزة