السبت 23 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن

انت في الصفحة 4 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

اشتري حاجة نشربها على ماتيجي..عايزة حاجة معينة
_ ياريت نسكافيه يظبط دماغي شوية!
_ماشي..هستناكي برة!
...............
أقدمت عليه بعد أن حممت الصغير فوجدته يداعب طفلة صغيرة ويهديها مغلف من الحلوى التي ابتاعها..ابتسمت لجمال الطفلة وقبلتها وجلست أمامه مغمغمة_ ماشاء الله بنوتة جملية اوي ربنا يحميها
عابد بمزاح_ دي اما تكبر هتقلب الدنيا
ضحكت هاتفة_ بصراحة عندك حق بنت عسولة..ثم نظرت له مغمغمة_ على فكرة ياعابد..أنت هتكون اب حنين اوي!
طالعها بنظرة مطولة ثم همس بغموض_ هطالبك بالكلمة دي في يوم من الأيام..اوعي تنسيها..!
زوت مابين حاجبيها_ يا سلام ليه يعني عموما عادي وانا هخاف!دي شهادة حقك يا ابن العم!
وواصلت متذكرة شيء_ صحيح مش انت يوم فاتحة بلقيس قولتلي في واحدة ناوي تخطبها بأمارة ما طلبت مني اكلمها عنك!
تنهد وهو يقرب إليها مشروب النسكافيه_ حاسس الوقت لسه مش مناسب..ثم رمقها بنظرة أكثر غموضا_ أنا عارف انها ليه مش مستعدة للخطوة دي!
ارتشفت بعضا من مشروبها ثم قالت_ ربنا يكتبلك الخير وينولك اللي بالك!
_دي أحلى دعوة محتاجها..اني انول اللي في بالي!
_ألحق ياعابد البنت اللي كان هنا من شوية عمالة تعاكس مهند!
ضحك بعد ان استدار يشاهد ماتفعله الفتاة وقال_ ابننا بردو مش قليل وثابت نفسه!
_طب يلا بقى نكمل طريقنا عشان نوصل بدري وحماني تشبع من مهند!
نهض بعد أخر رشفة من مشروبه_ يلا هحاسب بس ونمشي على طول!
.............
غفى مهند وأرخت هي الأخرى رأسها على حافة المقعد وغلبها النوم جواره فابتسم وطالعها بحنان ثم هدأ من صوت الراديو وأبطأ من سرعته حتى لا تنزعج وشعر بسعادة طاغية وهو يتخيل انهم كأسرة صغيرة..ولن يتوانى عن تحقيق هذا الحلم..لكنه يحتاج الصبر الذي لا ينقصه ولن يمله!
يتابع بتفهم تلك المشاعر الجياشة والعناق الحار المتبادل بين زمزم والحماه والدة زوجها الراحل.. والتي تركتها  لتحتضن حفيدها مهند وتبكي وهي تتفحصه متمتمة كم يشبه ملامح أبيه..ورغم تفهمه لكل مايحدث انتابه الضيق كلما تبادلوا تفاصيل وأحاديث ووصايا زياد وتستعر بقلبه ڼار الغيرة خاصتا حين لمح صورة تجمع زمزم وزوجها بيوم الزفاف..السيدة تحتفظ بها تذكارا وعلقتها على الجدار المطلي كامله باللون الأبيض..وهاهي تتجه أنظارها إليه بعد أن لاحظته أخيرا من خلف زجاج نظارتها السميكة!
_لا مؤاخذة يا ابني نسيت اسلم عليك سامحني!
_ولا يهمك أكيد كنتي مشتاقة لحفيدك!
عادت تطالع الصغير هامسة بمحبة_ مشتاقة بس ده انا روحي اتردتلي لما شوفته..كأنى شايفة ابوه..نفس ملامحه وهو في عمره!
وواصلت وهي تعود النظر إليه_ أنت عماد ابن عم زمزم
ابتسم وقال_ قصدك عابد ..ابن عمها زي ما قالتلك!
_يا اهلا وألف مرحب يا ابني اتفضل..ياسر ابني زمانه جاي كان منتظركم بس اضطر يروح مشوار مهم!
زمزم_ عادي يا طنت يجي براحته!..
هتفت السيدة بعد أن قبلت الصغير_ أنا جبتلك حاجات حلوة من العمرة تعالى نجيبها سوا..ثم نظرت لزمزم وواصلت_
_اتفضلوا ارتاحوا على ما اجيب الهدايا بتاعتك انتى ومهند!
_طب هاجي معاكي اساعدك في اي حاجة!
_لا يا حبيبتي خليكي مع ابن عمك دقايق وجاية!
........
همس عابد بعد ذهابها_ شكلها طيب اوي وفرحانة بمهند!
_طبعا ياعابد مش حفيدها..!
ولمحت للمرة الأولى صورتها المعلقة مع زوجها فاقتربت وبصرها مأسور بها وغمغمت بصوت متهدج_ زياد بعتهالها تاني يوم جوازنا..!
رغم انها تعطيه ظهرها لكنه ايقن أنها عيناها تدمع مع نبرة صوتها وهي تواصل_ تفتكر هو حاسس بينا دلوقت ومبسوط انى زورت مامته اكيد روحه فرحانة..زياد كان بيحب مامته جدا وكان بيخطط ازاي هنقسم وقتنا بينها وبين بيتنا..!
أكيد روح اخويا مرتاحة وفرحانة بزيارتكم لينا
التفتت هي وعابد فور سماع صوت أحدهم في الخلف..فعرف الأخير عن نفسه_ أسف أنى اقټحمت عليكم المكان كده بدون انذار..! أهلا بيكي يا مرات اخويا..ومد كفه بتلقائية تجاه زمزم رغبة بالسلام.. فقاطع طريق يده كف عابد التي التقطت كفه مغمغما بجدية_ اهلا بيك يا استاذ ياسر..معلش بنت عمى مش بتسلم على راجل غريب! أنا باشمهندس عابد ابن عمها..!
حمحم الأول بحرج وقال_ أه..تشرفنا يا باشمهندس..وأسف مأخدتش بالي مديت ايدي بعفوية!
أومأ عابد بابتسامة مجاملة وتمتمت زمزم لتخفف عنه الحرج_ محصلش حاجة يا أستاذ ياسر..على فكرة زياد كلمني كتير عنك كان بيعزك جدا..!
_الله يرحمه زياد كان أحن أخ..ربنا يحسن مثواه..وواصل وهو يتلفت حوله_ امال فين مهند ده وحشني اوي!
وقبل أن تجيبه أتت الجدة تحمل الصغير ومعها بعض الأغراض..فتلقفه وراح يغدق عليه بالحلوى التي احضرها مسبقا لأجله
أما السيدة فاستعرضت كم هائل من الملابس لحفيدها..ثم التقطت سلسال ذهبي وأعطته لزمزم قائلة_ ودي هديتك يا حبيبتي يارب تعجبك!
راقها كثيرا السلسال الذهبي وأسم صغيرها يتدلى بمنتصفه فهتفت بإعجاب حقيقي_ الله ياطنت شكلها تحفه..تسلم ايدك وذوقك!
ابتسمت السيده وقالت_ مبروك عليكي حبيبتي..توعديني تفضل تلبسيها دايما
_أوعدك طبعا مت هتتشال من رقبتي ابدا..!
................
انقضى اليوم سريعا في بيت والدة زوجها وحان وقت رحيلها..ففاجأتها الحماة بطلبها هاتفة_
_ماتخليكم معايا كام يوم يا زمزم انا لسه ماشبعتش من مهند..!
بوغتت بطلبها ولم تعرف ماذا تجيب..فنظرت لعابد تستنجد به فشعرت بعدم رضاه عن الفكرة لكنه صمت فالقرار

انت في الصفحة 4 من 18 صفحات