رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
برعشة لمسته بها أنا بردانة أوي..ثم اشتعلت عيناها بحب وهي تهمس بأذنه بس قلت لازم اجرب القميص اللي انت اشتريته..دي أول حاجة تجيبهالي على ذوقك يا رائد!
_معرفش ليه لما شوفته حسيته اتعمل عشانك!
همس لها وعيناه تلتهم تفاصيلها بجراءة وهو يقرن همسه بلمسات خبيرة اصهرتها لينغمسا بمعركة عاطفية أخرى لا يتضح أيا منهما كان أكثر قوة.. حنانها وعشقها أم عطشه الفطري الذي يرويه من رحيق أنوثتها القاټلة..!
داعب خصلات شعرها المتناثرة بعشوائية عارفة شعوري إيه بالظبط
رفعت وجهها قليلا لتسأله وهي تشمل وجهه بنطرة هائمة إيه يا حبيبي
_ حاسس إنك زي المخدر اللي بيقضي على كل أوجاعي.. بس مجرد ما مفعوله بيروح.. بيرجع ألمي تاني.. برجع تايه.. برجع اسأل أنا مين واحتار واتعذب.. انا كنت ازاي.. وأذيت مين!
جوايا إحساس قوي إني أذيت حد.. حد بيزوني في أحلامي بېخنقني.. كل مرة بفتكر اني مش هصحى وھموت من كتر مابحس بقرب المۏت مني.. أنا بخاف انام يا رودي.. ثم اعتصرها بين ذراعيه كأنه يحتمي بها بعناقه القاسې
أوعي تسيبني نايم كتير.. انقذيني من عذابي ورجعيني تاني لجنتك.. مش عايز سحرك يروح.. عايز افضل مټخدر بيكي عشان انسى نفسي.. دلوقت بس عايز انساها.. خلاص مش عايز افتكر حاجة.. كلام أخويا صح.. يمكن ربنا بيعطيني فرصة تانية وانا لازم استغلها..!
صاحب همسها الأخير لمسات ناعمة رودت خوفه وأشعلت رغبته لينجرف معها بعاصفة أخرى أخمدت باقي قوتهما معا ليستسلما لغفوة متعانقين!
كان يناقش بعض الأمور الإدارية مع صديقه عامر..وبغتة وقع بصره عليها تتوسط والدها وابن العم بنظرات تائهة مشتتة.. كأنها تبحث عن شيء ما.. تذكر دموعها المستغيثة به وهي تطالعه من خلف زجاج النافذة.. لا يعرف لما شعر أنها تناجيه هو دون غيره.. كما لا يفهم لما ربط عقله بينها وبين الفتاة التي تزوره بأحلامه وتستغيث بصوتها دائما..لم يحيره شخص في كل حياته سوى تلك الفاتنة الصامتة الخائڤة..!
_ إيه ياظافر واقف كده ليه
نظر لصديقه وغمغم
ابدا ياعامر.. كنت هروح ارحب باستاذ عاصم وبشمهندس يزيد.. بس افتكرت ان عندي حاجة اعملها.. عموما انا هغيب شوية وارجع عشان لو حد سأل عليا..!
_ ماشي.. سلام!
_____________________
أصبحت تعلم بوجوده.. هو هنا.. تشم عبقه.. تترقب وجوه جميع الرواد لأول مرة دون خوف.. بعد أن أدرك عقلها أن حاميها يقطن هذا المكان..وكأنها استمدت منه قوة ما جعلتها على تلك الحالة العجيبة..لكن هل يعرفها يذكرها
بينما هي توزع النظرات حولها بشرود وصمت. يراقبها يزيد عن كثب.. لا يفلت شاردة ولا واردة تصدر منها..لاحظ لأول مرة تفحصها الوجوه بعد أن كانت تخاف الجميع.. هل يعقل ان تكون مدركة لوجوده هنا وتبحث عنه تجرع ريقه پألم إن صحت ظنونه.. هل وجدت ابنة العم ملاذا مع سواه!!!
رغم تظاهره أمام الجميع بانغماسه بعمله وتشيد مستقبله.. إلا أنه كان ينتظرها تعود إليه بطريقة ما.. حتى حين عدل مظهره وهيئته.. كانت حافزه الخفي الذي لا يدركه أحدا..مازالت گ الوشم داخله.. موصوم قلبه بها وموصد عليها..مازالت ملكته.. ومازال هو مجرد عاشق يطوف حول قصرها عله يجد بابا يوصله لطريق لقلبها..!
_ يزيد.. اطلب ظافر كده!
نفض شروده وهو يجيب العم حاضر ياعمي!
ثم أشار لأحد العاملين مرسلا في طلب صاحب المطعم دون ذكر اسمه تحديدا..! وظل منتظرا وهو يتقلب على جمر..! وبعد قليل أتى إلهم عامر صائحا بترحيب يا أهلا بالباشمهندس يزيد.. وعاصم بيه اللي شرفنا بوجوده! وصاحب المنتجات المميزة!
خيبة أمل أصابت يزيد حين حضر صديقه..لما لم يأتي ظافر بدلا منه! حادت عيناه تجاهها فوجد ملامحها يشوبها الضيق والإحباط.. هل كانت تنتظر مثله
اما عاصم فتمتم بابتسامة ودودة
_ أهلا بيك يا استاذ عامر.. والشرف لينا.. والحمد لله ان شغل شركتنا نال اعجابكم.. وكفاية يكون لينا بصمة بسيطة في المشروع العظيم ده حقيقي انتوا عاملين حاجة مميزة ومريحة للأعصاب!
_ شكرا ياعاصم بيه.. الحمد لله.. كان حلمنا أنا وظافر
من وقت الجامعة.. وربنا وفقنا..وواصل اتمني اصناف اليوم تعجبك..!
عاصم أكيد طبعا.. ثم تسائل بعد تردد طفيف
أمال فين استاذ ظافر مش شايفه
عامر ببساطة مش موجود حاليا. راح مشوار مهم..!
غيمة إحباط طغت على تقاسيم عاصم وهو يهز رأسه الله يعينه.. كنت حابب اسلم عليه!
ثم نظر ليزيد فوجده على نفس حالته ويصاحبه مسحة شرود