رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
أو تظللهما سماء.. وكأنهما أضحوا طائران محلقان في فضاء شاسع لا يحوي سواهم!
ألتحما بلقاء عاصف مابين عشقها الجارف له واحتياجه القاسې گ رجل فقد هويته لكن لم يفقد طبيعته الماجنة وهو ينغمس معها بلذة ليلتهما الأولى لينتهي الأمر وكلا منهما غرق بسلطان نوم احتواهما معا لينتهي لقاءهم الأول بين زوجة تعرف كيف تملك زوجها.. ورجل يعلم كيف يقضي لحظاته الخاصة..!
أيهم أنا مبسوط أوي يا أمي انك وافقتي تيجي تقضي معايا فترة أنا والولاد ماتتصوريش كمان مراتي فرحانة ازاي بوجودك!
تبسمت والدته بحنان وانا كمان ياحبيبي مرتاحة وسطيكم أهو. اشبع منكم شوية وبعدين اروح اعمل عمرة وارجع لأخوك رائد.. يكون أخد راحته مع مراته في أول جوزهم بدون عزول زيي!
_ خير ما عملتي يا أمي.. وكده قسمة العدل تبقي مع كل واحد فينا شوية يعني انا مش هسيبك لرائد لازم توعديني بزيارة تاني!
لم ينتبه لنبرتها الحزينة وهو يقطع لها بعض الفواكهة ربنا يحفظك ويطول عمرك ياحبيبتي يلا كلي طبق الفاكهة ده وانا هسيبك مع الولاد وهرجع بعد شغلي!
تمتمت ببعض الدعوات وهي تودعه برضا.. ثم انتقلت أفكارها لرائد وكيف حاله هو وعروسه! ترى هل استطاعت رودي كسب وده وترويضه!
منذ زواجهما ورودي تغرقه بعاصفة مشاعرها التي ادخرتها له.. لم تخجل بكونها هي من تعبر دائما عن مكنونها حتى وإن لم يكسر جدار عزلته معها بل تفرض وجودها وتحاصره بكل الطرق حتى يعتادها.. تزرع بكل لحظة لهما ذكرى لتثري أيامهما بأكبر قدر من الذكرايات وتدرك يقينا أنها ستذيب جليده وتصهره بقطرات عشقها وتصل علاقتهما لعمق لن تؤثر به تقلبات الأيام فيما بعد.. هذا يقينها..!
............
عبرت غرفته حاملة صينية كبيرة تحوي أطباق الطعام ووصعتها جانبا ثم صعدت جواره وراحت تمرر أناملها بنعومة على وجه فبدأ بإفاقته وهو يرمش عدة مرات مستقبلا وجها المضيء هاتفا بنعاس مازال يتملكه صباح الخير!
يلا حضرتلك فطار جميل قوم نفطر سوا..!
نهض بنصف جلسة ثم مسح على وجهه يزيل أثر نومه مش جعان دلوقت يا رودي!
أمسكت كفه وجذبته بمشاكسة محببة
بطل كسل نمت كتير أوي.. قوم خد حمام وتعالى نفطر وبعدين نخرج نتفسح.. عازماك على مكان جميل هتحبه!
رودي مش لازم كل يوم خروج خلينا في البيت انهاردة.. انا حاسس اني تعبان!
هتفت بإلحاح ياحبيبي ده كسل مش تعب.. أنا عاملالك برنامج حلو اوي هيبسطك.. هنزور مكان جميل جدا وهنتغدا وبعدين هنروح سينما ونتعشى واخر اليوم نرجع البيت ننام.. وقتها بقي انا كمان هكون تعبانة وهننام سوا..!
أدرك استماتتها بإسعاده وصبرها لتحملها موده الكئيب اغلب الوقت..أصبح داخله يمتن لها.. وربما تولد بقلبه شيء أكبر من الأمتنان تجاهها! هز رأسه بإيماءة موافقة راضخا بأخر الأمر لها ونهض يشاركها يومها المرح الذي اعددته لأجله!
_ خلاص ياستي سيبيني اخد حمام يفوقني ونبتدي البرنامج بتاعك!
صفقت مثل الأطفال مهللة أيوة كده ياحبيبي.. بسرعة بقي مش عايزين نضيع دقيقة!
............ ..
لم تبالغ حين اخبرته بتنظيمها هذه النزهة الرائعة
والتي تركت به أثر شديد الدفء والبهجة وهو يراقب ضحكاتها وحماسها وسعادتها الجلية معه..تلك الفتاة تعشقه حقا منذ زمن..! وتريد أن تبني معه تاريخ جديد بمذاق مختلف كما وعدته قبلا..فصارت تلتقط الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة وكأنها توثق لحظاتهما الجميلة لټدفن داخله أثار أخرى تؤرقه.. گ كوابيسه التي حتما تصلها بآناته حين تزور نومه وهو بين ذراعيها.. يشعر بها كل ليلة تمسح حبات عرقه وتهدهده گ أمه.. وتغني له بنبرة هامسة. فيغفو بسلام!
استطاعت إذابة تلك القشرة الصلبة من جموده.. أصبح يتجاوب معها ويضحك متناسي كل شيء..ولم يعد يريد إحزانها..بل يود لو يجعلها سعيدة ويعطيها مشاعر كما تجود عليه بما لديها بسخاء..!
ماذا لو بدأ صفحة جديدة بحروف أكثر دفئا وثراء وعلاقة يستمد منها قوة يحتاجها وهو بهذا الضعف! صدق أخيه حين أخبره أن العمر سيمضي والأفضل أن يحيا أيامه مهما كانت وهو سعيد..أحيانا تكون سعادتنا قرار.. نحن من نتخذه ونعمل علي تنفيذه! وسيتخذه لأجلها.. سينسى ما لم يتذكره إلى أن يأتيه طواعية عل أنفاسه اللاهثة تهدأ داخل صدره.. وإن زارته الكوابيس.. سيختبيء بين ذراعيها وينهل من حنانها ليففو گ طفل بين أحضانها..!
أكملا نزهتهما ثم توقفت عيناه بغتة على شيئا جذب انتباهه فاقترب ليتبينه وهي جواره تضوي مقلتاها من شدة سعادتها..!
____________________
_أنت هتنام من دلوقت يا رائد
تأمل هيئتها الكارثية المستندة بقامتها على أعتاب باب غرفته تنظر له بإغراء وجسدها متألق بقميص نوم نبيذي أظهر مفاتنها بسخاء ما عاد بقادر علي مقاومته!
فاقتربت هي لتعزز هجومها الأنثوي بالتصاقها جواره هاتفة