الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع

انت في الصفحة 4 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

الأكبر أيهم الذي اضطر للعودة لمتابعة أعماله في سويسرا حيث أسس مستقبله وعائلته هناك.. فلا تستطيع أن تطلب منه الټضحية بكل ما شيده هو زوجته من حياة لأولادهما ووظائف وممتلكات معقولة.. وتجبره أن يعود إلى هنا.. ربما كانت تنتظر منه هو قرار العودة بإرادته.. لكن لن تنكر تلك الغصة بأن الغربة أكسبت أيهم بعض الجفا.. وبعده عنهما أصبح عادة..هو لم يبخل بمالا قط.. ترك مايكفيهما وأكثر.. غير ورثها هي الذي تدخره.. هي لا تفتقد المال بل تفتقد وجوده بينهما..!
تنهدت بحزن وزفرت ما بصدرها وعادت رودي تحتل بؤرة تفكيرها مرة أخرى! هي من تعرف كيف تتعامل معه وتهديء ثوراته حين تصادف اندلاعها وهي برفقتهم! صبورة وحنونة وتهتم به بشكل عجيب.. فماذا لو أصبحت تلك الملاك زوجة رائد!!
التوى ثغرها بابتسامة وتمتمت بتروي ليه لأ! حتى لو هكون أنانية في الجوازة دي.. بس ابني محتاجها.. ومش هنحرمها من حاجة.. لو طلبت لبن العصفور هنجيبه.. بس تفضل مع رائد ولو ربنا أخد أمانته هكون مرتاحة ان في واحدة هتسنده وتعينه على وحدته وضياعه.. زفرت تلك المرة براحة شديدة أثلجت صدرها.. ولأول مرة ستخطط لشيء كهذا بعزم غزى كل كيانها وهي تحسم بعقلها هذا القرار.. رودي ستتزوج رائد..... مهما كان الثمن! 
_____________________________
_ بتقولي إيه يا ماما ازاي عايزة تجوزي رائد وهو في الحالة دي!
هتفت باعتراض ومالها الحالة دي أخوك مش مچنون يا أيهم ومسيره يبقي زي الفل دي مسألة وقت.. والجواز هينسيه همه واما يستقر مع واحدة تراعيه وتحبه نفسيته هتتحسن وهيفتكر كل حاجة ويرجع لطبيعته!
أيهم يعني ده مش ظلم للبنت يا ماما.. وبعدين رائد نفسه هيتقبل جواز في ظروفه دي!
_ مالها ظروفه بعد الشړ! وبعدين ظلم للبنت في إيه هو انا لا سمح الله هخدعها اللي اختارتها تبقي رودي بنت الجيران.. وعارفة كل حاجة عننا ومتربية مع اخوك.. وانا ملاحظة اهتمامها بيه.. وقلبي بيقولي إنها بتحبه رغم حالته وپتخاف عليه أوي دي كل يوم. تيجي تعمله تطمن عليه بنفسها وتقعد تكلمه وتسليه..!
ثم تمتمت بحزن مش يمكن علاجه يكون معاها يا ابني.. الحب بيعمل المعجزات.. وأنا قلبي بيقولي إنه على أيدها هينصلح حاله ويخف بسرعة.. أصلك لو شوفت ازاي بتتعامل معاه أما بتجيله نوبة العصبية كنت فهمتني..أكيد البنت دي بتحب اخوك.. ومن مصلحته يتجوزها.. محدش ضامن عمره يا أيهم أنت عايش بعيد عننا مع مراتك وعيالك وحياتك مستقرة هناك.. وانا يا ابني لو عايشة انهاردة ياعالم بكرة هكون فين! علق سريعا بعد الشړ عليكي يا ماما. ربنا يطول في عمرك..أبتسمت بحزن دي سنة الحياة يا ابني عشان. كده عايزة اطمن عليه مع بنت حلال قبل ما أمر ربك ينفذ.. أنا مابنامش من خۏفي كل اما اتصور انه ممكن في يوم يكون لوحده.. صدقني قرار جوازه ده افضل حاجة دلوقت.. ها.. إيه رأيك
صمت برهة يحلل ما قالت والدته وشعر أنها محقة هو بالفعل لا ينوي ترك حياته واستقراره مع أسرته خاصتا بعد أن عرض على والدته أن تأتي هي وشقيقه ليعيشا معه لكنها رفضت رفض قاطع أن تتغرب عن بلدها.. ربما يكون قرارها حقا بصالح رائد وصالحه هو أيضا لينزاح عن كاهله أي عبء تجاهه.. ومن. يدري ربما يأتي الخير بتلك الزيجة
هتف بهدوء خلاص يا ماما.. أنا موافق.. كلمي البنت وأهلها.. وانا مستعد انزل بمراتي وعيالي.. ونحضر كل حاجة ونرجع بعدها.. وياريت لو تريحيني ساعتها وتيجي تعيشي معايا..!
أردفت سريعا واسيب أخوك
_ ماهو هيكون اتجوز واطمنتي عليه يا أمي!
_ لا بردو مش هسيبه وهيعيش معايا هو ومراته.. رائد مش هيغيب عن عيني ابدا..!
تنهد برضوخ والله يا أمي انا عملت اللي عليا كام مرة بطلب منك تعيشي معايا وانتي بترفضي.. عموما ظبطي وأنا تحت أمرك.. وقت ما تعوزي أنزل هاجي فورا مش هتأخر.. ها راضية كده يا يا الكل!
ابتسمت براحة ربنا يرضى عليك يا أيهم.. صحيح كان نفسي انت كمان تكون جمبي بعيالك ومراتك بس مقدرش اقولك سيب مستقبلك اللي بنيته هناك وتعالي ربنا يكتبلك أنت واخوك الخير مكان ما تكونوا.. خلاص سلملي انت على الولاد ومراتك وانا هروح

انت في الصفحة 4 من 33 صفحات