الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الأول

انت في الصفحة 5 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

على رأسها موبخا 
_ أحترمي نفسك وماتتغزليش في راجل قدامي! 
وبعدين يابنتي خليكي في المصري تكسبي.. دول عالم باردة.. المصري راجل حامي وخشن.. مش ملون وناعم وبارد زي الممثلين بتوعكم دول!
وقفت متخصرة باعتراض لا طبعا ياكبير التراكوة رجالة جامدين وزي الفل! وباريش مش ملون أصلا!
هتف بغيرة تلقائية اتلمي يا جوري بدال ما امنعك تتفرجي عليهم اديني خلصت جيش وقاعدلك!
قرصت وجنته بدلال يؤبر قلبي حبيب أخته الغيور المسكر اللي وحشني مووت! 
تخلص من يدها وهتف بعبوس زائف ماشي يابكاشة خلصي مع بنت خالتك المروشة زيك وخليها تيجي بسرعة وحشتني القردة وانا هاخد حمام واجي!
وغادرها فشهقت متذكرة الهاتف الذي لم تغلقه والتقطه سريعا سوري ياعطر رميت التليفون من ايدي من غير ما اقفل معاكي.. أصل آبيه يزيد جه..يلا بقي بسرعة تعالي عشان عايز يشوفك وهنتغدى كلنا سوا..!
أجابتها پغضب طفولي ماشي بس أنا سمعت كل حاجة.. بقي أنا مچنونة وقردة! طيب يا يزيد عموما هلبس وجاية مش هستنى ماما..! 
__________
منزل ناجي الكومي.
يا عطر! أتصلي ببابا وياسين اخوكي شوفيهم جايين إمتى عشان نروح نسلم على يزيد ابن خالتك!
واقفة أما خزانة ملابسها تتأمل الكنزات المختلفة بألوانها وبناطيل الجينز المفضلة لديها.. محاولة انتقاء مايناسبها ارتدائه.. بعد أن أنهت المحادثة الهاتفية مع جوري ووعدتها بالذهاب إليها سريعا أخيرا ستراه وتشاكسه كعادتها..! حسنا فلترتدي تلك الكنزة بلونها القرمزي المميز! وأثناء حيرتها صدح صوت والدتها من بعيد وهي تنادي فدنت من باب غرفتها هاتفة بصوت مرتفع 
ماما انا مش فاضية يدوب البس وانزل! 
بعد قليل أتت والدتها هاتفة وهي تتكيء على باب الغرفة المنفرج 
_ لابسة ومتشيكة ورايحة فين حضرتك
أجابتها عطر هروح لخالتو يزيد جه وانا هروح عشان اشوفه! 
فدوى طب ما أنا بقولك اتصلي بابوكي واخوكي استعجليهم عشان نروح كلنا..!
تمتمت باعتراض انا لسه هستنى! هروح وانتم حصلوني.. سلام بقى! 
___________
ظلت تطرق البوابة ثم ترن الجرس بتتابع مزعج فهتف يزيد من الداخل 
_ أكيد دي المچنونة عطر.. محدش إيده بتلذق في الجرس كده غيرها..! وصل إليها وما أن رآته حتى هتفت مازحة كفارة يا يزيد! 
_ كفارة! ليه يا اختي هو أنا خارج من السچن يا مچنونة انتي!
ضحكت عارفة بس بهزر معاك نورت المنصورة كلها..!
_ ده نورك ياستي أمال فين خالتو وياسين واستاذ ناجي! 
_ جايين بس أنا قلت اسبقهم وسعلي بقى عشان اسلم على باقي الشعب!
افسح لها المجال فعبرته ملقية التحية على الجميع متبادلة معهم المزاح خاصتا هي وعابد وجوري! وبعد وقت قصير.. انضم لهم والديها وشقيقها ياسين فالتفوا جميعهم حول مائدة الغداء الممتدة بكل ما طاب بأجواء مليئة بالحنين لأبن كان غائب وأستقر وجوده أخيرا بينهم..!
وبينما الجميع في تثامر ومزاح مبهج.. يراقب يزيد اتجاه الباب علها تأتي.. أشتاقها وتمنى أن يرى وجهها المليح..! لكن أوشكت السهرة على الانتهاء.. وربما لن تأتي!
___________________
البارت الثاني! 
صوت الراديو المنبعث عبر شرفة والديه القريبة لشرفته بدأ يتهادى لأذنيه مخترقا مداركه النائمة بنعومة وابتسامة حالمة تشق شفتيه مستمتعا بما ينساب لسمعه وصوت أيناس جوهر المميز يتألق بكلمات المبدع صلاح جاهين غمض عنيك وامشى بخفة ودلع الدنيا هى الشابة وأنت الجدع تشوف رشاقة خطوتك تعبدك لكن أنت لو بصيت لرجليك تقع وعجبى....لا تتخلى والدته عن عاداتها الجميلة بسماع الراديو صباحا وكأن يومها سيبقى ناقصا بدون صوت أثيرها المفضل! لا يعرف لما عبر في مخيلته مشهد من إحدي أفلامه المفضلة للممثل عادل إمام.. كركون في الشارع..ومعاناته حين اڼهارت بنايته القديمة وكيف نفذ فكرة ما وبنى لأسرته منزل خشبي متحرك گ حل مؤقت لمشكلته.. وكي يصبغ الأجواء بإستيطان كاذب! تذكر صوت إيناس جوهر أيضا وأذاعة الشرق الأوسط وكيف حاول إضفاء لمحة من الأستقرار عبر ذاك المذياع.. وگأنه في منزلا حقيقيا..آمنا أحيانا بعض التفاصيل الصغيرة تشعرنا بالانتماء للأماكن والتلاحم النفسي معها..حتى لو صوت لأحدهم يحمل بنبراته عبق الزمن الجميل وكلمات شعر سلسة وعادات أصبحت تراثية وسط هذا الجيل!
تقلب على فراشه وأتسعت ابتسامته الساخرة من ذاته وأفكاره التي أخذته لأشياء لا يفهم حقيقا لما طرقت على ذهنه هذا الصباح ما هذا الهذيان يا يزيد.. هيا ردد أذكار بداية يومك ودعك من تلك الأشياء السخيفة..!
سمع طرقات هادئة على باب غرفته ثم عبرت والدته وصدح صوتها هاتفة صحيت ياحبيبي!

ما انا ارتاحت يومين يا أمي أنا هفضل معاكم شوية وبعدين هروح عند بلقيس في الجامعة واقضي اليوم معاها واشوف عمي وطنت درة واسلم عليهم!
_ ماشي ياحبيبي براحتك وعلى ما تفوق وتجهز هقول لأم السعد تجهز الفطار..! 
..................
أبكر

انت في الصفحة 5 من 20 صفحات