نوفيلا حارة رمضان بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني
علي تفكيرها بتلك القوة هل معقول أن تكون ..
وقفت مذعورة عند تلك النقطة..
تحبه!
تحب هارون!
هزت رأسها بقوة كأنها تنفض عنها غبار افتراضي
لا.. لا تحب أحدا.. من مثلها لا تملك رفاهية هذه المشاعر.. لديها مسؤلية كبيرة تحتاج كل جهدها اهتمامها.. هل تترك أعبائها وتفكر بحالها وتحرر أنوثتها المطموسة خلف أثواب الشقاء
الفتاة الخشنة المسترجلة وتربي أشقائها وتراعي والدها القعيد.
________
والله لسه بدري والله ياشهر الصيام
الضيف العزيز أقترب رحيله لكن عزاء محبيه أنهم يستقبلو أيام العيد ويستعدون بطقوس لا تقل جمالا عن رمضان..ففي كل بيت تجتمع النسوة حولهم صغارهم وجوارهم صحن الألومنيوم الضخم الذي يحوي عجينة مختمرة تحمل رائحتها كنوز من الذكرايات التي يدخرها الجميع بدهاليز عقله ليرويها يوما ما لأحفاده.
صباح مهما عملتي نقشة كحكتي أحلى منك.
داليا طب اتلهي انتي وهي تقشتكم عك بالنسبة للفن بتاع كحكتي.
أمنية طب اركني منك ليها علي الرف واتفرجوا علي كحك أمنية اللي ينافس محل العبد.
قهقوا السيدات الكبار وهم يتابعون بتسلية مشاكسة الفتايات حولهم وتهتف إحداهما عقبال ما نعمل كحك وبسكوت فرحكم يابنات.
ضحكت والدتها يا بت اختشي مستعجلة علي الهم ليه.. أنا عن نفسي مش شاغلني الموضوع ده أصلا
قالتها أمنية لتلكزها صباح اسكتي يافقرية انا متغاظة منك أصلا جالك عريس يشرح القلب الجمعة اللي فاتت ورفضيته يا موكوسة حد يرفض واحد زيه ياهبلة
داليا ساخرة وانتي كنتي هتاكليه علي الأقل كنتي اترحمتي من الشقى اللي انتي فيه يا بنتي.
اكتسب صوتها مسحة جدية مين قالك اني عايزة اترحم منه يا داليا مستحيل اتخلي عن ابوبا واخواتي عشان اتجوز واشوف نفسي.. ايه يضمنلي العريس ده هيسمحلي اراعيهم أنا ابويا واخواتي أهم عندي من كل حاجة..هما اللي اتجوزوا أخدوا ايه يعني بلا هم.
ساعات مضت وأتمت النسوة إمتلاء صاحات الكعك والبسكويت والبيتي فور والقراقيش وتم تخميرهما بوقت كافي ثم حان دور التسوية.
_ واد يا احمد نادي اصحابك وتعالوا شيلوا الصيجان للفرن عند عمك صابر الخباز..
صاحت بحدة اسمع الكلام يا زفت متطلعش حسي بدال ما اقول لابوك ثم لانت له بغتة وهي تستميله عشان اخلي ابوك واخوك سالم يدوك عيدية حلوة في العيد.
قال بحنق وايه الفايدة ما انتي بترجعي تاخدي مني كل العيدية اللي لمتها وتقولي هشيهالك ومش بشوف قرش منها بعد كده.
احتقن وجهها بحمرة ڠضب أمام النسوة من جيرانها وصاحت تتوعده كده يا أحمد طب وحياة أمي ما هعتقك الليلة دي وهضربك بالشبشب.. بس الناس تمشي..حاااضر.
_____________
الله يا ام سيف.. حلو اوي الشغل ده
ابتسم الأخيرة بزهو تخيلي دي أفكار مين يا ام فوزي
_ مين
_ بنتي..هي اللي قالتلي الفكرة وانا نفذتها مع أفكار تانية استلهمتها منها..
ابتسمت الجارة براحة ربك كريم شوفتي ازاي بيرزقك من حيث لا تحتسبي
_ ونعم بالله يا أم فوزي بس تفتكري استاذ هارون هيساعدني زي المرة اللي فاتت ويسوقهم ما انتي عارفة لسه بعافية وأبوه اللي مشغل محله.
_ يا ستي سيبيها علينا المرة دي.. انا اللي هسوق بضاعتك لحبايبي.
نفذت كل الكلمات التي يمكن أن تعطي لتلك السيدة حقها..ونعم الرفيقة والجارة.. صحيح يا ام سيف عرفتي ان مي وسالم هيلبسوا دبل مع الفاتحة تاني يوم العيد
_ اه عرفت وهعملها طقم. مفارش هدية محدش شافه قبل كده..
_ طب والله بنت حلال.. كنت محتارة اشتريلها ايه.. خلاص علي ذوقك اعمليلي حاجة تنفع في بيتها وانا عليا ادفعلك تمنها.. واهو انتي أولي من الغريب.
_ ماتحمليش هم هدية ولا فلوس.. خيرك سابق يا ام فوزي.
_________
زغاريد صاخبة انطلقت من حناجر النساء گ نوع من اقتسام الفرحة وابنة جارتهم مي ستتم قراءة فاتحتها الليلة على سالم ابن بائع الفول ذاك الشاب المهذب ذو المستقبل المنير.
..
_ الله يا أبلة أمنية.. شكلك حلو اوي بالفستان ده.
_ ايه رأيك في فستاني