السبت 23 نوفمبر 2024

نوفيلا حارة رمضان بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

و
بترت حديثها بغتة وهي ترمق هارون بعين متسعة وشيء من الشك الممزوج بتعبير بلاهة علي وجهها جعلت الأخير يسألها بريبة ايه يا امنية أنتي هتتحولي لزومبي ولا ايه 
ضيقت عيناها وأومأت بشخوص كأنها فكت طلاسم زموز فرعونية وهي تصفق كفيها فجأة بطريقة أجفلت هارون صائحة دلوقت بس فهمت الفولة.
حدجها بشك فقالت بعفوية بقولك ايه يا عم شوكت.. هوينا شوية الله يكرمك.
حدجها العجوز بامتعاض لم تكترث له قط أمنيه وهو يبتعد عنهما لتواصل هي لهارون بهمس كمن تكشف عن سر حربي عرفت الحرامي اللي مارضيتش تقولي عليه. 
كظم ضحكته لمظهرها المضحك والشهي وهو تواصل بإقرار ولمحة فخر ذاتي أنا ذكية وفهمت كل حاجة الواطي ده له علاقة بسړقة ام سيف صح ثم برق بعقلها خاطر أشعل ڠضبها أكثر يكونش كمان هو اللي دبرلك اللي حصلتلك وديني لو
_ أمنية.. الحاډث حصلي عادي جدا ومحدش دبره واللي عرفتيه زي الشاطرة هتكتميه ومش هتجيبي سيرة لمخلوق انا اتصرفت وخوفته.. مفهوم
بغير رضا أجابته قبل أن ترحل مفهوم.. ربنا ياخده من الحارة كله..فوتكم بعافية.
ظل واجم بأثرها دون كلمة وعين أبيه ترصده باهتمام أغسل ايدك وروح أوضتك يا طارق مادام شبعت أطاع الغلام جده وسريعا ما اختفى بغرفته.
_ بنت أصول البت امنية دي يا هارون.
أردف أخيرا وهو ينفض شروده فعلا يا حاج شالت همنا وحبت تساعد كتر خيرها.
ساد صمت قصير بينهما كان كافي ليبصق أبيه بما لديه دفعة واحدة دون تردد أتجوزها يا هارون.
التغت لأبيه گ المصعوق أتجوز مين يا حاج
_ هو في غيرها أمنية.. البت شكلها ميالة ليك جدعة وعارفين أصلها وفصلها..وافق وانا اخطبهالك وطلباتها كلها هتكون مجابة.. ايه رأيك يا ابني
ألقي تساؤله وانتظر جوابه بلهفة واضحة هو يريد أن يطمئن على هذا المسكين مازال شاب في ريعان شبابه يحتاج إمرأة في حياته تؤنسه وتعينه.. وحفيده أليس من الجيد لو رزق من تلك الزيجة بأشقاء حصاد هذا الأمر سيعم على الجميع بالخير.
_ مش موافق.
صدمة وخذلان أصابه من رد أبنه فعاد يجادله ليه عيبها ايه أمنية قولي دي أفضل بنت في الحتة كلها و ..
_ ما هي دي المشكلة..أنها مافيهاش عيب.. أمنية. وردة مفتحة وتستحق واحد يليق بيها من كل النواحي.. أنا أكبر منها بكتير وتعليمي بسيط انما هي جامعية. حتي لو بتشتغل علي عربية كبدة برضو متعلمة ومستواها وثقافتها وفهمها أعلي مني. 
ثم تنهد بحزن مستعيدا ذكرايات سيئة مش هنعيد اللي كان تاني يا حاج مبقاش عندي طاقة حد يجرحني ويستقل بيا. 
_ غبي.
نظر لأبيه بحزن فأكمل توبيخه انت مش قليل عشان تجرحك.. انت راجل تتمناه اي واحده..وبعدين البنت ميالة ليك ازاي مش واخد بالك ياغبي.
للمرة الثانية ينعته أبيه بالغباء..
هل هو كذلك 
لا.. لن يغامر.. وغير عابيء بفكرة الزواج ذاتها
يكفي أن يربي أبنه ويطمئن عليه..
_ غبي حمار متخلف.. قول عني اللي يعجبك يا حاج بس برضو مش هتجوز وخصوصا أمنية.. ثم نهض بصعوبة ليختفي بغرفته بعيدا عن حصار أبيه.. هو بالكاد قاوم رغبته أن يوافق..أمنية تحتل بنفسه مساحة ليست هينة لكنه لن يغض الطرف عن الفروق القاټلة بينهما.. هي أميرة صغيرة في أوئل العشرينات.. وهو تخطى عمر الثلاثون. 
لن يفكر في الأمر. 
لن يفعل. 
_______
_ أصبح متحفظ معها بشكل غريب لا تفهم سببه.. رسمية تعامله ازدادت كأنه يضع حاجز وهمي بينهما لم يعد يمازحها أو يبتسم لها بتلك الطريقة التي تخجلها وتشعرها أنه مفتون بها.. والأكثر قسۏة أنه لم يعد يناديها بالغزالة..كم كانت تحب تلك الكلمة المغموسة بدلال خفي منه لها.. هل أخطأت حين عرضت عليه الوقوف في محله بدلا منه هل زياراتها الكثيرة لهم جعلها تسقط بعينه بشكل ما وظنها فتاة خفيفة لا تظنه سينظر للأمر بتلك العين الضيقة.. هارون أعقل وانضج بكثير من ذلك.. ويعلم الله أن تعاملها معه يختلف عن الجميع.. هو له مكانة خاصة لديها.
أبلة أمنية احنا هنجيب لبس العيد امتى
نظرت لشقيقتها الصغيرة وطمأنتها أن في غضون أيام ستفعل وتبتاع ما يريدون قدر استطاعتها.. تنهدت وعادت تشرد وتحاور نفسها من جديد.. ماذا يعني ان له مكانة خاصة.. بماذا يفرق هارون عن من حولها لما هو دون سواه ما يسيطر

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات