السبت 23 نوفمبر 2024

رواية چريمة من الماضي بقلم ډفنا عمر الفصل الأخير

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

أنت! سامح نفسك عشان تعرف تعيش..طبطب عليها وقولها معلش يانفسي إنتي غلطتي بس اتعلمتي وانا مسامحك وهنسى أخطائك اللي أكيد كسبت منها تجارب علمتني ازاي احافظ على اللي جاي في حياتي..وبعدها سامح اللي بتحبهم مهما اذنبوا في حقك واغفر ليهم. عشان في يوم تلاقي اللي يغفرلك أخطائك! 
سكون تام يحوطه و جسده ممد على فراشه باسترخاء شديد.. أجفانة مسدلة.. شفتيه مطبقة..يتنفس بانتظام وهدوء وصوت الدكتور ابراهيم الفقي يتدفق لخلايا عقله بتأثير ساحر على نفسه والكلمات كأنها تعويذة تلقى على روحه! وهاتف داخله يتسائل!
لما لا يسامح من أحب لما لا يغفر لحسناء..!
نعم أخطأت وكذبت وخدعت!..لكن شعرت بالندم وحاولت إصلاح ما افسدته حتى لو بأخر لحظة.. وربما لهذا كافأها الله بنطفة بأحشائها من لقاءهما الأخير گ علامة لغفرانه ورضاه أنها ما ظلت على ضلالها معه.. ورفض ضميرها أن تستمر بخداعه أكثر.. لما لا يضع خطوتها الحميدة تلك بالحسبان.. لما لا يغفر وهو مازال في عشقها يذوب ويشتاق ويهفو لضمة واحدة تعيد له روحه الضائعة دونها. الحياة بكل أحوالها تمضي.. لما لا تمر أيامها بخير ويختار السعادة ويقاوم بقوة تعاسته ويهزم أسبابها داخله
تنهد ومازال يسترخي وعقله يرسم له صورة شديدة الروعة.. وهو يحمل طفله ويتأمله بحب وجواره حبيبته حسناء تطعمه مبتسمة وكريم يلاطفه ويداعب فمه والصغير يتجاوب ويضحك بصوت يكاد يسمعه الآن وكأن خياله أضحى واقعا ملموس!
تملكته تلك الروح بقوة وسيطرت عليه فنهض بكل عزم لينال من سعادته عنوة.. سينسي ويغفر ويعيش ما يستحق من تلك الحياة.. ولأن السعادة قرار.. فقد عزم على اتخاذه لينعم هو واسرته الصغيرة بقادم أحلى واجمل!
وقبل أن بتخذ أي خطوة شق سكونه رنين الهاتف فالتقطه وأجاب
_ صباح الخير يابابا.. عامل ا.........
قاطعه صوت والده الغاضب عبر الهاتف
_ زودتها أوي ياغسان.. أنا سايبك براحتك كل ده وقلت تهدى مع نفسك وتستوعب اللي حصل عشان ترجع وانت متخلص من كل ڠضب جواك.. بس الوقت بيعدي ومراتك محتجالك جمبها يابني.. ماتضيعش منك لحظات وأيام مش هتتعوض تاني بينكم كفاية أوي
اللي ضاع بعناد زاد عن حده! اغفر وسامح وصفي قلبك واستقبل السعادة اللي ربنا رزقك بيها حرام عليك ابنك يجي على الدنيا وانت على نفس حالتك وعنادك.. ارجع لمراتك ياغسان.. لو عايزني ارضى عليك!..لأن لو فضلت متمسك بموقفك.. أنا مش مسامحك ولا راضي عنك!
تمتم غسان محاولا تهدئته طب اهدى يا بابا أنا....
قاطعه العم حسن ثانيا مافيش اهدى في حاضر يا بابا.. وحالا تيجي على المستشفى ... . اللي مراتك هتولد فيها.. ومش محتاج اقولك لو ماجتش هيحصل أيه
وانهى المكالمة.. وغسان بحالة. صمت ذاهلة! حسناء ستلد طفله اليوم انتشل نفسه من ذهوله وأسرع بكل طاقته يرهدي شيء مناسب متوجها حيث سعادته واسرته ومولوده القادم.. فلن يأتي الحياة إلا ويده تسبق الجميع وتحمله.. ويكون أول صوت يؤذن بأذنيه أول صلاة! 
___________________
القلق ينهشه عليها هي وطفله هل طال الوقت أم هو ما يتخيل ذلك!
العم حسن اهدى يابني ومتخافش دي ولادة قيصرية يعني عملية ولازم تاخد وقتها.. اطمن وادعي تقوملك هي وابنك بالسلامة!
غسان بس طولت اوي يا بابا ..انا خاېف نفسي كنت ادخل معاهم بس رفضوا.. كنت عايزها تشوفني بس للأسف!
ربت أبيه على كتفه هتولد بالسلامة وهتشوفك ياحبيبي جمبها وانت شايل عطية ربنا ليكم وساعتها الفرحة مش هتساعها كله بآوان ربنا.. اقعد بس على رجلك وارتاح بدال ما انت رايح جاي كده!
وقبل أن يجيبه صدح أجمل صوت يمكن أن يعبر لأذنيه صوت بكاء ابنه.. فبكى قلبه قبل عيناه وهو يهتف لأبيه بصوت متقطع من شدة انفعاله 
_ بابا.. سامع.. ابني.. ابني اهو.. ابني بيعيط سامع حسناء ولدت.. حسناء
الټفت ليجد ممرضة مبتسمة تطلل عليها هاتفة 
_ ألف مبروك ..جالكم ولد زي القمر..!
انحنى غسان وسجد شكرا لله وهو يبكي ثم رفع وجهه للمرضة هاتفا ومراتي كويسة طمنيني عليها
اجابت زي الفل. بس لسه تحت تأثير المخدر بتاع العملية ومع الوقت هتفوق وتكون زي الفل.. ألف مبروك مرة تانية!
همت بالرحيل فأوقفها العم حسن وانقدها بعض النقود بسخاء گ مكافأة لقدوم حفيده الغالي! 
بدأ وعيها يعود تشعر پألم شديد في منطقة البطن وشيء ما جاثم عليها

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات