السبت 23 نوفمبر 2024

رواية "أنت لي" بقلم ډفنا عمر السادس الأول للتاسع

انت في الصفحة 3 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

ومناسبة ظروفه المادية وتأمين حياة كريمة لساكنة قلبه!
هل سيصدقه! أم سينعته بالجنون وربما الكذب!
لم تخفى حيرته تلك عن معاذ الذي استطاع ترجمتها وقراءة تردده فقال مشجعا 
شوف يا بلال انا عايزك تتردد كلمني بصراحة من غير ما تخبي شيء جواك أنا احترمت شخصك من قبل ما اشوفك لما عرفت تصرفك الشهم وده إن دل على شيء فيدل على أصالة معدنك وحسن أخلاقك
واحب اوضحلك أن أروى عندي هي اختي واكتر
ومادام تعرفها يبقى لازم افهم ايه طبيعة المعرفة دي وامتي عرفتها افتح قلبك وصدقني مش هخذلك وهفهمك صح!
هدأت نفس بلال المضطربة من أثر كلمات معاذ الصادقة وأخذ قراره بالبوح والكشف عن اغوار قلبه التي لا يعلمها أحد فهو بالنهاية عاشق فهل يأثم أحدا على عشقه!
أخذ نفسا عميقا ليستعد لتلك المصارحة الفارقة في حياته فلو صدقه معاذ وأصبح داعما له مستقبلا
ستكون اول بذور الأمل داخله وحافزا له فيما بعد
بلال انا هحكيلك كل حاجة بكل صدق وامانة واتمنى تسمعني وتفهمني وتدعمني 
معاذ وهو يعود للوراء ليستقيم على ظهر مقعده عاقدا ذراعيه أمام صدره 
كلي اذان صاغية اتفضل أحكي يا بلال!
قص عليه بلال كل شيء عن طفولته ونشأته ويوم ان رآها وكيف ولدت مشاعره البريئة نحوها وكيف نمت داخله كبرعم صغير حتى كبرت وتغلغل حبها بقلبه وروحه وأصبحت كل أمنيته في الحياه ان يقترن بها وانه كان يراقبها للاطمئنان عليها وكي يراها فمتعته الوحيده كانت رؤيتها بكل فرصة متاحة له
تعجب معاذ من ما قصه عليه بلال !!
هذا الشاب الجالس أمامه أحب صغيرته أروى منذ الطفولة!! يكاد يرى العشق بعينيه ويستشعره بكل حرف نطق به ومن غيره يعرف العاشق أليس هو مثله وأكثر!
بلال بعد ان اقلقه صمت معاذ مش مصدقني 
معاذ متفرسا بملامحه 
وافرض صدقتك ده هيفرق معاك
بلال هيفرق معايا جدا لانك اكيد هتدعمني فيما بعد لما اقدر اتقدم لاروى! 
معاذ انت عندك كام سنة وبتشتغل ايه 
بلال ٢٢ سنة وانا وصاحبي متشاركين بمحل صغير كمشروع نبدأ بيه عمل حر لينا ومتعشمين في ربنا يرزقنا منه وينجح ويكبر لأن الوظايف دلوقتي مرتبها صعب حد يعيش بيه 
وانا هاعمل كل اللي اقدر عليه عشان ينجح مشروعنا واكون مبلغ كويس عشان يوم ما اجي اتقدم لاروى اكون قادر افتح بيت يليق بيها
لم ينكر معاذ اعجابه الشديد بهذا الشاب المكافح 
الحياه لم تعطيه أسرة ترعاه وتتكفل به كغيره من شباب كثيرين تقدم لهم الحياة كل الظروف لينجحوا ويثبتوا انفسهم ورغم ذلك يفسدون وبجدارة 
كحال بهاء الذي يملك كل شيء ومع هذا هو فاشل ولا يشرف أحدا
ولكن بلال هو من تكفل بنفسه منذ طفولته ولم يوجهه احدا لخطأ او صواب كان يمكن أن يصبح شخصا سيئ ولكنه اختار طريق الصلاح والفلاح والسعي يحاول ان يكون فردا يشرف مجتمعه ثم اسرته مستقبلا حقا يستحق كل اعجاب واحترام!
معاذ شوف يا بلال انا بجد معجب بيك جدا 
ويشرفني اني ادعمك مستقبلا لو كان في نصيب
بس لحد ده مايحصل لازم توعدني إنك ما تحاولش تظهر لأروى دلوقتي لأن سنها لسة صغير وداخله على اخر سنة بالثانوية العامة ولازم تركز فيها 
ولحد ما هي تكبر شويه تكون انت كونت نفسك ماديا
بلال وانا من غير ما تقول عمري ما حاولت اكلمها ابدا ولا هحاول مش هكلمها غير في بيتها وانا بطلبها انا اكتر واحد ممكن يحافظ عليها وېخاف على مستقبلها اوعدك انك مش هتندم إنك وثقت فيا يا دكتور 
منحه معاذ نظرة راضية بعد ان استشعر صدقه 
ورآي بقلبه العشق المسطور بعين بلال لأروى
وسيكون اكثر من سعيد إن شارك بميلاد تلك النبتة الحلال بقلبهما فلن تجد صغيرته أروى رجلا افضل من بلال والايام حتما ستثبت ذلك !!
الفصل السابع
بقي كل ده يحصل معاك يا بلال وماتحاولش تكلمني
انا كنت هتجنن ومش عارف ادور عليك فين!
بلال وهو يتسطح على فراشه بارهاق شديد لقلة نومه اثناء احتجازه بالقسم طوال الأيام السابقة 
معرفتش اكلمك يامعتصم بمجرد ما دخلت القسم اخدوا تليفوني كنت هكلمك ازاي 
عموما خلينا نكمل كلام بعدين انا اخدت حمام بالعافية وھموت وانام!
معتصم بإشفاق نام يا بلال وارتاح المهم انك رجعت واطمنت عليك هسيبك النهار كله واجي بالليل ومعايا لقمة تسندك اكيد ماكلتش كويس واتبهدلت هناك!
لم يجد ردا من بلال الذي استسلم لنوم عميق ليعوض جسده ببعض الراحة التي اشتاقها!
نظر له معتصم بضيق لما تعرض له وهو لم يدري به ثم دثره بغطاء فراشه جيدا تاركا اياه ينعم بنومه وذهب ليطلب من والدته ان تعد له وليمة يتناولها عندما يفيق! 
تركه وليد أسفل البناية بعد أن رفض الذهاب معه لأي مكان بغرض التسرية عنه! كان يريد الاختلاء بنفسه قليلا! 
وما أن عبر من باب منزله حتى سمع والدته تهتف بنبرة قاسېة لم تحادثه بها من قبل 
انت جيت

انت في الصفحة 3 من 12 صفحات